IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 10/08/2020

بعد مئتي يوم ، سقطت حكومة الرئيس حسان دياب … في ذكرى مرور مئة يوم عليها ، خرج الرئيس حسان دياب ليعلن إن حكومته حققت 97 في المئة من التزاماتها في البيان الوزاري لأول مئة يوم. لكنه لم يتوقع ان تكون المئة يوم الثانية هي الأخيرة … حاول جاهدا أن يصمد … صمد أمام كورونا ، على رغم أن الإصابات في تموز وأوائل آب بلغت مداها … حاول الصمود امام الدولار لكنه خذله … دخل بدولار تحت الألفي ليرة وخرج بدولار فوق الثمانية الاف ليرة … حاول ان يكسر نمط نادي رؤساء الحكومات لكنه وقع تحت حصار محكم … ربما هو رئيس الحكومة الوحيد الذي لم يزر دولة عربية واحدة ولا حتى دولة غربية …

كان دائما يعطي الإنطباع بأن حكومته باقية حتى آخر عهد الرئيس ميشال عون ، مستندا إلى غطاء حزب الله ، ومن كان حزب الله معه فمن عليه ؟ ورضى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وعدم ممانعة الرئيس نبيه بري… لم تتعبه المعارضة كثيرا :

المعارضة الشعبية فرملها فيروس كورونا ، والمعارضة السياسية لم تكن فاعلة لأنها كانت مشتتة… لم يحسب حساب أنه سيسقط بعبوة زنتها 2750 طنا من المواد السريعة الإشتعال والسريعة الإنفجار، مزروعة في العنبر الرقم 12 في المرفأ …

حسب انه سينجو، لكن سقوط أكثر من مئة وستين ضحية وستة آلاف جريح وتهدم او تصدع او تضرر خمسين الف وحدة سكنية، كانت بمثابة الزلزال الذي صدع كرسيه في السرايا الحكومية …

جاء الرئيس ماكرون فأمضى وقته بين الناس وأعلن أن المساعدات ستأتي لهم لأن الحكومة لم تقم بالإصلاحات … شعر ان حلفاءه وداعميه تخلوا عنه لكنه حاول الصمود ، فشد من عزيمة وزرائه الذين بدأوا السقوط الواحد تلو الآخر … أدرك أن ساعة الرحيل من السرايا دنت … وقبل أن يغادر، قرأ ما كتب على مدخل السرايا : ” لو دامت لغيرك لما اتصلت إليك ” …

حسان دياب حاول ان يكون سليم الحص الثاني … جامع مشترك وحيد بينهما : سليم الحص كان يرى طيف رفيق الحريري في السرايا ، وحسان دياب كان يرى طيف سعد الحريري …

لكن ماذا بعد ؟ ماذا غدا ؟
هناك دماء اكثر من مئة وستين ضحية في الارض …
هناك آلاف الجرحى وعشرات آلاف العائلات التي أصبحت دون سقف .
هناك أزمة نقدية كانت مستفحلة قبل الزلزال .
هناك فيروس كورونا الذي تقفز أعداد الإصابات بشكل سريع …
كل ذلك يدفع إلى التساؤل : هل يتحمل الوضع ترف مرحلة حكومة تصريف الأعمال ؟ ماذا عن الحكومة الجديدة ؟ باي سرعة ستشكل؟ هل سيدخل الأميركيون والفرنسيون ، وربما غيرهم ، على خط ” إستشارات التـكليف ” ثم استشارات التاليف ” ؟
إلى هذا الحد ، وبهذا الحجم ، الوضع يفوق طاقة لبنان ، فهل آب 2020 يكون مدخلا إلى مرحلة جديدة ، تماما كما كان آب 1989 مدخلا إلى مرحلة جديدة ، والمفارقة أن في المرحلتين كان العماد عون في قصر بعبدا.