IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الجمعة في 09/10/2020

وكأننا في الذكرى السنوية للحرائق ! تذكرون أنه في مثل هذه الأيام من السنة الماضية، التهمت حرائق مناطق شاسعة من الغابات ووصلت إلى الممتلكات المنزلية والتربوية والصناعية، في ظل تقصير واضح وفاضح للسلطة التنفيذية ولبعض الإدارات المعنية، وبدأ تقاذف المسؤوليات.

ونفض الغبار عن الطائرات التي تم شراؤها، وانكشف عن فضيحة ان الطائرات تحتاج إلى صيانة، وفتح تحقيق، وكالعادة سبقته الأحداث ولم يعد أحد يتذكره، وما هو إلا أسبوع حتى اندلعت الثورة، وقيل يومها، بالعقل المؤامراتي، إن الحرائق هي التي أدت إلى ” تحمية ” الثورة في بعض البيئات المحبذة للثورة، ولا يسقط من الأذهان كيف ان أحد السياسيين طلب فتح تحقيق في سبب تركز الحرائق في القرى المسيحية لتأليب أهلها.

قيل كل ذلك لتغطية شيء واحد: السلطة وإدارات الدولة كطائرات إطفاء الحرائق، غير صالحة للبنان ولم تخضع للصيانة، وعندما كانت الحاجة ماسة إليها، تبين أنها ” غير شغالة “….

اليست هذه هي حال بعض مواد الدستور وبعض القوانين التي يؤدي عدم استخدامها أو سوء استخدامها إلى حرائق سياسية كالتي يعيشها البلد هذه الأيام ؟

ماذا عن مسار مشاورات التكليف قبل التاليف ؟

رئيس الجمهورية حدد موعد الإستشارات الخميس المقبل …. للوهلة الأولى بدت الخطوة وكأنها ضربة في الهواء، إذ كيف يتحدد موعد الإستشارات فيما الإسم مازال مبهما؟ جاء كلام الرئيس الحريري أمس وكأنه حجرة في مياه راكدة، فحرك القنوات وبدأت التحليلات والإجتهادات …

منذ اسبوعين تجرع السم وقال إنه غير مرشه ولن يسمي احدا … اعتبارا من ليل أمس، هل زال مفعول السم فأفاق من غيبوبته وعاد إلى وعيه السياسي؟ وإلى ماذا سيوصل هذا المسار؟ هل كلام الحريري هو نتيجة جس نبض للعاصمة الفرنسية ؟

أجواء باريس أمس كانت أن الرئيس ماكرون نفض يده من مبادرته، فهل في الأمر مناورة لتعود هذه المبادرة على يد الرئيس الحريري ؟ في الأمر صعوبة إذا كان هناك فيتو خارجي، إلا إذا نجح الرئيس ماكرون في تفكيك هذا الفيتو، وعند اذ يطرح السؤال: هل تهب من جديد رياح الحريري ؟

الجواب ليس بهذه السهولة، فهل في الذكرى الأولى لاستقالته تحت ضربات الثورة، يعود؟ إنها المأساة أو المهزلة اللبنانية ؟ لكن أبعد من المأساة أو المهزلة، الحريري كشف ما يرغب، لكن الأجوبة لم تأت، وتفسير البرودة أن لا شيء على النار حتى إشعار آخر، ومن الأمور السهلة إرجاء موعد الاستشارات …

ومن المناورات التي تردد أنها حصلت كلام عن اتصال تلقاه الرئيس المعتذر مصطفى أديب لسؤاله عما غذا كان يوافق على العودة، فهل في هذا الطلب استفزاز لآخرين ؟

لبنان اليوم في أكبر تحد في تاريخه : شلل حكومي، كورونا تتصاعد أعدادها، رفع الدعم يبدو أنه لم يعد مجرد خيار بل ربما قرار أو قدر.