IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الثلثاء في 10/11/2020

يخوض لبنان غدا جولة جديدة من مفاوضات الترسيم غير المباشر مع اسرائيل يمكن وصفها بالاقسى.
فاستنادا الى القوانين الدولية وقانون البحار، رفع لبنان سقف تفاوضه، ما دفع اسرائيل، غير المعترفة اصلا بقانون البحار، الى التهديد بتغيير خطوط التفاوض حتى باتت تطال مساحة واسعة من المياه الاقليمية اللبنانية.
وفد لبنان المفاوض انطلق اصلا من ان اتفاق الاطار على التفاوض برعاية الولايات المتحدة لم يحدد الخط الذي على اساسه ستسير المفاوضات. والوفد، ولو اضاف ما يعرف بخط بصبوص على المحادثات، فرفع المساحة من 860 كلم 2 الى 2290 كلم 2، الا ان في حوزته، وضمن القوانين الدولية، خطوات اخرى ممكن طرحها على طاولة الناقورة.

في المحصلة وقبل ساعات من الجولة الرابعة، الكباش اللبناني الاسرائيلي يشتد، تحت اعين واشنطن ونتيجته ان اي شركة عالمية لن تبدأ عملية التنقيب، ليس فقط على الجانب اللبناني، انما ايضا على الجانب الاسرائيلي طالما ان النزاع مفتوح بين الطرفين.
هذا الكباش يأتي في وقت تتحدث بعض الاوساط في الداخل عن ان الامل بتشكيل حكومة في بيروت قد مات، وان كل ما نشهده لا يتعدى الدوران في الحلقة المفرغة.

فحتى وصول Patrick Durelمبعوث الرئيس الفرنسي الى لبنان غدا، ليعيد مطالبة بلاده بضرورة تشكيل حكومة مهمة انقاذية، لن يفعل فعله، لان في لبنان من يقول إن اي وزير يعين في الحكومة المقبلة سيكون عرضة لعقوبات اميركية متسارعة، يرتقب صدورها في اي وقت، ما يفرط عقد الحكومة قبل تكوينها اصلا.
وفي المنطقة من يقول ان اي حكومة لن ترى النور قبل اتمام اي اتفاق بين الادارة الجديدة في الولايات المتحدة وايران، مع كل ما ستحمله من ترددات على حزب الله والداخل اللبناني.

الجمود القاتل يلف الوضع اللبناني، الذي سيزداد تدهورا يوما بعد يوم، وحتى لو ادعى حاكم مصرف لبنان ان لبنان غير مفلس، الا ان كل يومياتنا تقول العكس.
فنحن مفلسون، والليرة ليست بخير، وكل ذلك نتيجة استفادة طبقة سياسية ومالية من كل مقدرات الدولة حتى آخر قرش.

اما صحيا، فوضعنا ايضا ليس بخير، فالمهم ليس فقط اعلان اغلاق البلد من السبت المقبل حتى الثلاثين من تشرين الثاني، لان الاهم، هو ماذا ستفعل الدولة والمستشفيات والمواطنون خلال هذه الفترة؟
هل ستجهز المستشفيات وتفتح ابوابها لاستقبال مرضى كورونا، هل ستطبق قرارات الاغلاق بقوة القانون، هل ستؤمن الدولة مساعدات للاكثر عوزا؟
وهل يردع عدد مصابي كورونا وارتفاع نسبة الوفيات المواطنين غير الملتزمين، ام انه سينتظرون ماذا ستفعل الدولة ليتصرفوا وهو اكثر من يعلم ان الدولة اقل ما يقال فيها انها عاجزة؟
خمسة عشر يوما حاسما في انتظارنا كلنا، وبعدها اما يزداد الفقر فقرا، والمرض مرضا، والموت موتا، واما نكون ربحنا جولة في معركة على الاقل من حروب بلادنا التي لا تنتهي، وفي هذه المعركة، المواطن هو القائد.