IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 2021/03/22

بين ورقة 9 كانون الأول 2020، وورقة 21 آذار 2021، طار البلد أو يكاد أن يطير.
ورقة 9 كانون هي التشكيلة الحكومية التي حملها الرئيس المكلف إلى بعبدا ورفضها رئيس الجمهورية.
وورقة 21 آذار هي الورقة المنهجية التي أرسلها رئيس الجمهورية إلى الرئيس المكلف، ورفضها الرئيس المكلف، رفضان لا يشكلان حكومة.

لو كان الرئيس المكلف يريد ان يعدل في ورقته، لما انتظر مئة يوم ويومين وابلغ إلى رئيس الجمهورية أنه يتمسك بها… ولو كان رئيس الجمهورية يقبل بها لما أصر في الإجتماع الثامن عشر على رفضها ولما كان أرسل إلى الرئيس المكلف ورقة منهجية التشكيل.

لقاء اليوم بين الرئيسين هو “الأقصر”، إذ يقاس بالدقائق، لكنه “الأكثر” سلبية، لأنه جاء غداة إرسال الورقة من قصر بعبدا بواسطة دراج وبمغلف كتب عليه:
“حضرة الرئيس السابق للحكومة” وليس “حضرة الرئيس المكلف”.
مع كل هذه الإثباتات، هناك تبادل اتهامات: دوائر القصر تتهم بيت الوسط ان الورقة التي كشفها غير صحيحة. ودوائر بيت الوسط تتهم القصر بأن الورقة التي رفعها مستشار رئيس الجمهورية انطوان قسطنطين إثناء تلاوته البيان، غير صحيحة، فهل تحال الأوراق إلى خبير وثائق وخطوط؟

مع ذلك، لقاء اليوم كيف تمت قراءته؟
القراءة القريبة من بعبدا اعتبرت ان أسلوب الرئيس المكلف أراد منه إفتعال أزمة إذ لم يراع لا الميثاقية ولا التوازن، فهو سمى الوزراء السنة وأخذ من الزعيم الدرزي الوزير الدرزي وأخذ من المرجعيات الشيعية وزراءها، فلماذا يختلف الأمر عند الوصول إلى الحصة المسيحية؟ وحتى لو أن الكتل المسيحية الوازنة لم تسمه فإن التمثيل المسيحي على عاتق رئيس الجمهورية. هذا حصل ايام الرئيسين الهراوي ولحود فهل يعقل الا يحصل اليوم؟

القراءة من جهة الرئيس المكلف مغايرة تماما:
هو متمسك بلائحته التي قدمها في التاسع من كانون الاول،
هو يعتبر، دستوريا، أنه يصدر بالتوافق مع رئيس الجمهورية التشكيلة، ولا يؤلف مع رئيس الجمهورية.
هو يعتبر ، بالتواتر، أن الرئيس عون لا يريده رئيسا للحكومة، ويحرجه ليخرجه خصوصا أن سحب التكليف متعذر.
هو يعتبر أن في كلام السيد نصرالله، معطوفا على زيارة جنبلاط لبعبدا وموقفه الإنقلابي، محاولة عزله وإضعافه واستضعافه، فأخذ القرار بقلب الطاولة ونزع القفازات وبق البحصة.
هو يعتبر ان هناك محاولات لعزله بدأت بكلمة نصرالله ومرت بزيارة جنبلاط لبعبدا وانتهت بالورقة المنهجية التي أرسلت عبر الدراج وموضوعة بمغلف سمى الحريري “الرئيس السابق للحكومة” وليس “الرئيس المكلف”..

إذا الأزمة عميقة عميقة بين الرئيس عون والرئيس الحريري “ولم يعد للصلح مطرح”… والبلد في هذه الحال أمام معضلة غير مسبوقة ومثلثة الأضلاع:
ففي آن واحد: لا حكومة، ليرة بالأرض ودولار بالسماء، كورونا تفتك بسرعة الأرنب واللقاح ببطء السلحفاة…
كيف الخروج من هذا المازق؟ الإصطفافات تبلورت:
فمن جهة هناك رئيس الجمهورية والسيد حسن نصرالله ووليد جنبلاط. ومن جهة ثانية هناك الرئيس المكلف والبطريرك الراعي، بعد موقفه امس، والرئيس بري بعد بيان حركة امل اليوم.

هذا الأصطفاف مرشح إلى أن يتعمق، والترقيع شغال وأولى ملامحه قد تكون في تفعيل حكومة الرئيس دياب، فهل يعوض التفعيل حكومة أصيلة في ظل هذا الوضع المتدهور؟