IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “LBCI” المسائية ليوم الأحد في 11/11/2018

لا لزوم للقراءة بين السطور، إذا كانت السطور واضحة. ولا لزوم للتفتيش عن قطبة مخفية إذا كانت كل القطب ظاهرة: السطر الواضح والقطبة الظاهرة أن “حزب الله” لا يريد حكومة ليس فيها سنة 8 آذار، إذا لا حكومة، أما لماذا ولأي سبب ومن أجل من؟، فهذه تفاصيل.

من يتذكر المرة الأولى التي ظهر فيها في الإعلام مصطلح “سنة 8 آذار”؟، لم يظهر الأمر علنا سوى منذ عشرة أيام، وتحديدا في التاسع والعشرين من تشرين الأول الفائت، حين تأهب الجميع لإصدار مراسيم تشكيل الحكومة، ولم يكن متبقيا إلا إضافة الوزراء الثلاثة ل”حزب الله”، حتى وزراء “أمل” كانوا في جيب الرئيس الحريري.

لم ترسل الأسماء، والسبب أن سنة 8 آذار لم يوزروا، فانهار كل شي. حتى رئيس الجمهورية لم يكن يعطي لهذه المسألة حجم العقدة، فحين سئل في مقابلته التلفزيونية، في الذكرى الثانية لانتخابه، عن هذه القضية، أجاب: “هذه المجموعة التي تطالب الآن بأن تتمثل في الحكومة، مكونة من أفراد وليست كتلة، ونحن نمثل الكتل ضمن معايير معينة، فهل يمكن ان يتمثلوا في الحكومة وكل واحد منهم في اتجاه معين؟”.

لكن كلام السيد نصرالله أمس مغاير تماما لكلام الرئيس، فهو يقول: “طالما هؤلاء الأخوة يطالبون بالتمثيل، وهذا حقهم، سنبقى معهم سنة واثنتين وألف سنة وحتى قيام الساعة”.

هنا المعضلة: الرئيس المكلَّف يرفض تسمية أحد منهم، رئيس الجمهورية سماهم مجموعة مكونة من أفراد وليست كتلة، السيد نصرالله معهم “حتى قيام الساعة”، فمن يشكل الحكومة إذا؟، وهل من لزوم للقراءة بين السطور، بعد وضوح السطور؟.

حتى الساعة، لا رد من بعبدا، أما الرئيس المكلَّف فسيكون رده بعد غد الثلاثاء، بعد عودته من فرنسا، لكن تلفزيون “المستقبل” ألمح الى سقف الرد، فجاء في مقدمته: “خلع السيد نصرالله عباءة الحزب على النواب الستة، ومنحهم التكليف الشرعي والسياسي بالتفاوض على توزيرهم في الحكومة”. وتتابع: “إن الرئيس المكلف معني بتأليف الحكومة على الأسس التي يحددها الدستور، بالتوافق والتعاون مع رئيس الجمهورية، وهو لن يكون معنيا تحت أي ظرف من الظروف بتأليف الحكومة وفقا لدستور “حزب الله” أو دساتير القوى السياسية والحزبية والمذهبية الأخرى”.

بعد السطور الواضحة، لا بد من هامشين: الهامش الأول أن كلمة السيد نصرالله جاءت بعد خمسة أيام على إعلان العقوبات الأميركية على إيران. والهامش الثاني أن إنجاز تشكيل الحكومة العراقية ما زال متعثرا، وأن هناك شكوكا في تصويت البرلمان العراقي غدا على الحقائب الشاغرة.

في الخلاصة، هل من جامع مشترك بين العقوبات الأميركية على إيران والسقف المرتفع للسيد نصرالله وتعثر الحكومة العراقية؟، القضية أبعد من سنة 8 آذار، فتِّشوا هناك وليس هنا.