IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 19/11/2018

ايها اللبناني، إذا أردت ان تعرف ماذا كان يجب ان يجري لمجرور الرملة البيضاء اليوم، يجب ان تعرف ماذا جرى مع كارلوس غصن في اليابان… في لبنان إسمه مجهول… في اليابان إسمه كارلوس غصن… في لبنان ينفجر المجرور يوم الجمعة، يجتمع ثلاثة عشر نائبا الإثنين، أي بعد ثلاثة أيام على انفجار المجرور، يتقدمون بإخبار ضد مجهول، والمضحك المبكي ان في الإخبار ذاته هناك إقرار بأنهم يعرفون هذا المجهول، فجاء فيه حرفيا: “تبين أن من قام بأعمال سد المجرور بالباطون، قام بها بواسطة أشخاص استخدمهم لهذه الغاية”.

إذا نحن أمام مهزلة: كيف يكون الفاعل مجهولا فيما الإخبار يوحي بأنه معلوم وأنه استخدم اشخاصا لهذه الغاية؟ لماذا التستر إذا؟ قد يقال إن السببب هو لأتاحة التوسع في التحقيق، ولكن ماذا يمنع التوسع في التحقيق حتى لو كانت هناك اسماء في الإخبار؟ ألم يسبق ان تم توقيف أشخاص ثم جرى توسع في التحقيق؟

أكثر من ذلك، اللبنانيون على أعصابهم لمعرفة المسؤولين عن فاجعة المجرور لكن المعنيين، باعصابهم الباردة، حددوا الإثنين المقبل موعدا لمتابعة ملف المجرور، فيكون قد مر أحد عشر يوما على الحادثة قبل ان ينعقد الإجتماع الموسع، ومن يدري؟ فقد ينفجر في بحر الاسبوع هذا مجرور آخر، فتكون “الجملة أوفر من المفرق”، ويصار إلى بحث المجرورين معا في اجتماع واحد!

ما هذه المهزلة؟ إذا كانت معالجة ملف مجرور ستستغرق حتى الآن أحد عشر يوما، وأكثر، فكم ستستغرق من أيام وربما أشهر معالجة “مجارير الفساد” في أكثر من موقع؟

هذه دولة تقيس الوقت بالأسابيع، فيما في اليابان يقيسون الوقت بالساعات وبالدقائق وأحيانا بالثواني: كارلوس غصن أوقف وستتم إقالته… أما “مجهول المجرور” في لبنان فيسرح ويمرح، فهو في لبنان حيث العدالة ببطء السلحفاة، وليس في اليابان حيث العدالة بسرعة الأرنب. ومن يدري، فقد يصدر قرار بمنع المجهول من السفر، ولكن بعد ان يكون قد أصبح خارج لبنان، أليس من سوابق قريبة في الزمن في هذا المجال؟
لو كانت الشبهة على كارلوس غصن واقعة في لبنان، لكان هناك إخبار ضد مجهول، ولكان كارلوس غصن يسرح ويمرح، تماما كما يفعل “مجهول المجرور” الآن. مع ذلك، سنضيئ شمعة بدلا من ان نلعن الظلام، وسنلحق اللجنة حتى باب اجتماعها الاثنين المقبل… اما اليوم الاثنين، فماذا جرى؟