IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي” المسائية ليوم الجمعة في 16/10/2020

في بعض الإعلانات التجارية عن سلعة معينة، ترد الجملة التالية: “انتخب منتج العام عن السنة كذا”… إذا اقتبسنا هذه الجملة وعدلنا فيها لتصبح: انتخب ملف العام في الفساد عن السنة كذا…. فأي ملف يفوز؟

ملف الدواء أو ملف المحروقات أو ملف الاحتيال في تجزئة الفروج أو ملف إخفاء السلع المدعومة أو ملف المحروقات أو غيرها من الملفات؟

صدقا، يصعب انتخاب ملف واحد، فكل الملفات تتسابق في ان تكون الأولى… ما من ملف يفتح في هذا البلد إلا وتفوح منه روائح فساد لا تنتهي…. ولنبدأ بالأحدث: الدواء، مصرف لبنان يبيع مستوردي الأدوية ومصنعي الأدوية الدولار على 1500 ليرة، ليبيعوا الدواء مدعوما، فماذا يفعل كثيرون منهم؟ يخفون الدواء ويقولون إنه “مقطوع”، لكنهم يهربونه على سعر دولار 9000 ليرة! “وبتفرق بين 1500 و9000 آلاف ليرة”… ماذا سيحدث لهؤلاء المستوردين والمصنعين؟ لا شيء! لقد شاهدوا قبلهم مهربي المازوت والبنزين، ولم يجرؤ أحد على معاقبتهم، “وما حدا أحلى من حدا”… ألم يحدث الشيء ذاته مع تجار الفروج؟

“يفصفصونه” ليضاعفوا أرباحهم في الصدر وفي الطاووق، علما أن دعم الفروج لا يستثني شيئا منه… وطالما الحديث عن الفروج، من يتذكر الفروج الفاسد المجمد منذ أكثر من اربعة أشهر، في مستودعات في وسط المتن الشمالي؟ أين أصبح هذا الملف؟ داب الثلج عن الفراريج وبان مرج الفساد، فهل من خبر عنه؟

الدولارات المصروفة على دعم الدواء والسلة الغذائية والمحروقات، تذهب إلى جيوب “كم مستورد أدوية، وكم مصنع أدوية، وكم مهرب محروقات، وكم مستورد مواد غذائية!”.

أليس لهؤلاء اسماء؟ أليس لشركاتهم أسماء؟ الا يحمل السجل التجاري اسماءهم وأسماء شركاتهم؟ بالتأكيد نعم، ولكن من يجرؤ على ملاحقتهم بتهم التهريب والفساد؟ بالتأكيد لا أحد، ولهذا فإنهم يضحكون الآن حين يسمعون هذا الكلام… فأخطبوط الفساد في الإدارات عصي على كل كلام وعلى كل إجراء، وكأنهم يقولون: “أنتم تقولوا ما تشاؤون، ونحن ننشط تهريبا ونعيث فسادا، وبعلم من يفترض أن يلاحقنا”.

في المقابل، مأساة – ملهاة انشغل بها الوسط السياسي اليوم، أين أصبحت المساعي التي ستفضي إلى التكليف؟ وهل سيتم الإتصال بين الرئيس الساعي إلى التكليف وبين رئيس التيار الوطني الحر؟ كل المؤشرات تدل على ان الأمور “مكربجة”.