IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “lbci” المسائية ليوم الجمعة في 12/11/2021

كأن أوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، أراد أن يكتب بنفسه مقدمات الأخبار ومانشيتات الصحف في لبنان، من خلال قوله: “أنا مندهش جدا من حقيقة أن هذه دولة في طريقها الى الفشل، إن لم تكن بالفعل، قد فشلت… يعيشون في عالم خيالي… وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة الى ستقبل البلاد”.

بماذا يختلف توصيف “أوليفييه دي شوتر” عن صفة ال”بلا مخ”؟ لا شيء!

ففي ختام مهمة استمرت أسبوعين لدراسة الفقر في لبنان، رأى المبعوث الأممي أن “هناك خسارة هائلة للثروة، تكاد تكون غير مسبوقة”. ففي القطاع المصرفي، قدرت الخسارة بحوالي 83 مليار دولار، يجب أن يتحملها المساهمون في البنوك وكبار المودعين، لا المواطنون العاديون.

وعلى سيرة المسؤولين الذين يعيشون في عالم خيالي، وزير الإعلام جورج قرداحي زار الرئيس بري. هل تعرفون السبب المعلن للزيارة؟

الجواب بلسان الوزير قرداحي، وفيه: “تناقشنا بموضوع الإعلام لأن هناك قانونا للاعلام موجودا في لجنة الإدارة والعدل. تناقشنا في كيفية إخراج هذا القانون من اللجنة وإرساله الى اللجان المشتركة، وبالتالي إقراره في الجلسة العامة، لأننا اصبحنا بحاجة الى قانون عصري للإعلام، هذا كل ما تناقشنا به مع دولة الرئيس بري”

نعم، كل شيء أنجز في البلد: خطة التعافي الإقتصادي، توفير البطاقة التمويلية، تأمين الأدوية للأمراض المستعصية والمزمنة، حل مشكلة تدهور العملة، ضبط تفشي كورونا، ولم يعد هناك شيء يستلزم انجازا سوى “الحاجة الى قانون عضري للإعلام”!

فعلا، وبالإذن من أوليفييه دي شوتر، المسؤولون يعيشون في عالم آخر، خصوصا عندما يقول وزير الإعلام: “لم نطرح موضوع الإستقالة مع دولة الرئيس”، من دون أن يكرر طبعا في أجوبته قضية “الكرامة وعزة نفس وتكريس والتمسك بسيادة هذا البلد”.

بسبب هؤلاء المسؤولين الذين يعيشون في عالم آخر، الانتخابات النيابية لم تعد مجرد استحقاق ديموقراطي، بل أصبحت واجبا استراتيجيا واساسيا ، ودور الصوت الإغترابي أكثر من مهم، أحد أسباب اللجؤ إلى عالم الإغتراب، هو وجود مسؤولين في عالم آخر.

في التطورات العربية، قطر غير مؤيدة لتطبيع الإمارات مع سوريا، واللافت أن عدم التأييد جاء من واشنطن على لسان وزير الخارجية في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.