IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 13/08/2019

عيدا الأضحى وانتقال السيدة العذراء، أدخلا الدولة في عطلة غير مستحقة، ومنحاها إجازات لا تجوز إداريا و لا معنويا، فالدولة المعطلة من بوابة العطل الذي أصاب مجلس الوزراء، مدة تجاوزت الأربعين يوما بعد واقعة “البساتين” المشؤومة، لا يحق لها هذا الترف، هي التي لم تتعب لترتاح. فالحاجات المتراكمة، إن لجهة موازنة الدولة المقرة على الورق حتى الساعة، أو لجهة التصنيف السلبي الذي ينتظره لبنان، معطوف عليهما القضايا الحياتية الملحة، كلها ملفات من الصنف الطارىء والخطر الذي لا يتحمل الانتظار أوالتأجيل.

وإذا تجاهل المسؤولون، اللبنانيين، وراهنوا على فقدانهم غريزة الانتفاض والثورة، فإن في لبنان مخاطر قاتلة لا يمكن المونة عليها أو تأجيلها، ونورد هنا على سبيل المثال الملف السرطاني المتمثل بتسونامي النفايات الذي بدأت طلائعه بالظهور على شاكلة موجات متعاقبة تجتاج أقضية الشمال الحزين، جاعلة الحياة برائحة الموت وطعمه، فيما يتحضر أهالي ضاحية بيروت الشمالية لفيضان مكب برج حمود الذي غص بأطنان النفايات العشوائية المرمية في أحشائه، وبات على مسافة أيام قليلة من تكرار واقعة كارثية خبروها في تاريخ لم يمر عليه الزمن ولم يمح من الذاكرة.

لكن على ما يبدو، فإن الناس شمالا سيكسرون قاعدة الصمت والانكفاء، وهم سينفذون يوم غضب عارم احتجاجا على الوضع البيئي القاتل الذي يتهددهم جراء النفايات، وسط عجز المسؤولين عن اجتراح الحلول، مرة لتأخرهم في العمل على إيجاد حل علمي ناجع، ومرة لرفض الخطة المؤقتة التي اقترحها وزير البيئة باعتماد مكب في تربل.

الوجه الآخر من الأزمة التي يواجهها لبنان، يتمثل في النظرة غير المريحة التي ترمق بها ادارة ترامب بيروت، على خلفية تماهيها مع “حزب الله”، واتهامها الدولة بالخضوع لإملاءاته. الرئيس الحريري الذي يستشعر هذا الخطر، سيسعى في زيارته واشنطن أن يقنع مسؤوليها بمواصلة اعتماد سياسة التمييز بين الحزب والدولة، وتجنيب لبنان كأس العقوبات التي ستهز استقرار الدولة، الهش أصلا، على صعد السياسة والاقتصاد والمال والأمن، من دون أن يؤمن ذلك للولايات المتحدة، ومن ورائها اسرائيل، ما تصبوان إليه من منع لانجرار “حزب الله” إلى مساندة ايران في حال نشوب حرب في هرمز.