IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 15/10/2020

ماذا يفعل جبران باسيل ؟ وهل يعتقد حقا ان الوطن لا يزال يتحمل المماطلات والتأجيلات والتسويفات؟ وهل يظن حقا ان المواطنين المقهورين المتألمين لا يزالون يتحملون التلفيقات والمناورات والخزعبلات؟ من راهن على موقف مؤسساتي في اللحظة الاخيرة لرئيس التيار الوطني الحر خاب أمله امس. ومن راهن على صحوة ضمير عند النائب الذي يمثل الشعب اللبناني بأسره من خلال تمثيله منطقة البترون اكتشف ان رهانه خاطىء. فجبران باسيل لا يتغير، وهو سيد السلبية بامتياز.

لا يتقن أمرا كاتقانه وضع العصي في الدواليب، وهو لا يترك مناسبة الا ويظهر من خلالها موهبته الفذة في العرقلة والتعطيل .

واذا عدنا الى الوقائع السياسية منذ ما بعد العام 2005، اي بعد عودة العماد ميشال عون الى لبنان، لاكتشفنا بسهولة ان باسيل هو صاحب الرقم القياسي في تأخير تشكيل الحكومات أشهرا طويلة. فكلما أراد باسيل امرا، ولو غير محق، تعطل البلد وشلت المؤسسات . هكذا حصل مرات عدة ، فدفع الشعب اللبناني كله الثمن غاليا. فالى متى مكتوب لنا ان نظل تحت رحمة الصهر المدلل؟ المثل اللبناني يقول : الصهر سندة الضهر.

أما باسيل فلم يسند ظهر أحد، بل قصم ظهر المؤسسات الدستورية وظهر الشعب اللبناني ، وذلك تحت شعار الميثاقية وتأمين حق المسيحيين . فعن اي مسيحيين يتحدث باسيل؟ هل الذين بقوا وصمدوا في لبنان في لبنان حتى الان، ام الذين هجروا وهاجروا نتيجة معاركه العبثية غير المجدية وغير المحسوبة؟

في الوقائع : الهدوء والترقب سيدا الموقف. رئاسة الجمهورية بررت من خلال مصادر مقربة اسباب التأجيل وتنتظر ما يمكن ان يحصل. اما في بيت الوسط فالصمت مخيم ، كأن هناك قرارا بعدم اصدار اي موقف علني قبل اتضاح حقيقة الموقف.

لكن خلف السكوت اتصالات يجريها بيت الوسط وتجرى معه، ولا سيما مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ، الذي تردد انه نصح الرئيس سعد الحريري بالهدوء وعدم اتخاذ اي موقف علني. والتريث برأي اوساط كثيرة ضروري ، لاكتشاف ابعاد وخلفيات عرقلة الاستشارات.

والسؤال المحوري يتركز حول حقيقة موقف حزب الله. فهل الحزب كان حقيقة مع اجراء الاستشارات اليوم، ام انه هو الذي دفع باسيل او حمسه لعرقلة العملية برمتها ؟ ثمة من يقول : فتشوا عن الحزب في كل ما حصل، باعتبار ان الحزب الذي فشل عملية التأليف لمصطفى اديب لا يريد ان يتحمل هو ايضا مسؤولية تفشيل عملية تكليف سعد الحريري، لذا تولى باسيل الامر، ففشلت العملية في اللحظة الاخيرة، ماذا بعد الفشلين؟ هل تكون الثالثة ثابتة وتجرى الاستشارات الخميس المقبل ويكلف الحريري؟

الارجح ان التكليف لن يحصل الا اذا رضي الحريري بشروط حزب الله ومطالبه، اضافة طبعا الى مطالب باسيل.

ففي هذه الحالة هل نبقى امام حكومة مهمة مشكلة من اختصاصيين، ام نعود الى حكومة يصنعها سياسيون ويديرها سياسيون؟ وماذا يبقى عندها من المبادرة الفرنسية ومن طروحات ماكرون؟ اسبوع ويظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود ، فلننتظر.