IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“OTV” المسائية ليوم الجمعة 16/11/2018

أن ينتفض اللبنانيون ضد زحمة السير التي حولت العاصمة وضواحيها اليوم إلى موقف سيارات ضخم لساعات، أمر مفهوم ومقبول، حتى من قيادة الجيش التي أعربت عن اعتذارها من المواطنين بسبب الإجراءات المتخذة استعدادا للاحتفال المركزي لمناسبة عيد الاستقلال. أما أن يبلغ الأمر بالبعض، حد الاستهزاء بالاستقلال، وإلقاء المواعظ على المؤسسة العسكرية، فتصرف لا يتقبله عقل، ولا يتفهمه عاقل، علما أن قيادة الجيش كانت حددت مسبقا في بيان مفصل بالأمكنة والتواريخ، كل ما يرتبط بالتحضيرات المرتقبة لإحياء الاستقلال في يوبيله الماسي.

هذا مع العلم، أن معظم المتطاولين من سياسيين وإعلاميين وناشطي مواقع تواصل، فاتهم أن من أبرز أسباب الزحمة اليوم، هو هطول الأمطار، الذي بات في نظر بعض المسؤولين في وزارة الاشغال والنقل وغيرها، ظاهرة مفاجئة عاما بعد عام، وشتوة إثر شتوة، تتحول معها الطرقات إلى بحيرات وأنهر وسط فيض من الوعود التي لا تلبث أن تجرفها الأيام مع النفايات التي تقفل الأقنية، والاوساخ التي تملأ المجاري.

في كل الأحوال، الجيش اللبناني الذي قام بواجبه مسبقا بإبلاغ المواطنين والمعنيين، تمتعت قيادته بجرأة الاعتذار، واتخذت ما يلزم من تدابير. أما سائر المسؤولين عما جرى اليوم، فمن يحاسبهم؟ ومن يحول دون تدفيع المواطنين من جديد ثمن إهمالهم المتمادي، الذي لم يعد يردعهم عنه لا خجل ولا وجل؟

هذا في أزمة السير المقفل لخمس ساعات. أما في الأزمة الحكومية المقفلة منذ خمسة أشهر، فالمساعي مستمرة، من دون أن يبرز في الأفق ما يبشر بموسم خير، سوى حركة الوزير جبران باسيل، وبركة الرئيس نبيه بري الذي أعلن أنه قدم طرحا يأمل أن يوافق عليه الجميع.