IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأربعاء في 08/04/2020

غدا عندما تعبر ازمة الوباء وتنجلي غيمة المحنة وتتبدد عتمة الالم وتطلع انوار الامل , سيتذكر اللبنانيون كلام الكتاب : الشعب الساكن في الظلمات ابصر نورا عظيما . في هذا اليوم سيكون اللبنانيون اكثر ثقة وقدرة على اصدار الاحكام واعادة الاعتبار لمقاييس واعادة النظر بمفاهيم واجراء تقييم عادل لمسؤولين تقاعسوا وآخرين واجهوا. في الزمن الصعب سماسرة الاعمال ومن سموا انفسهم جبابرة المال، هؤلاء الرعاديد تخلوا عن ناسهم، خافوا على عروشهم الزائلة وصورتهم الذابلة واحلامهم الغافلة. كذبوا كثيرا ونافقوا اكثر عن ايديهم البيضاء فكشفت المحنة عن قلوبهم السوداء ووجوههم البلهاء وخططهم الخرقاء. جبناء خبثاء حقراء بخلاء. من العريضة الى الناقورة ومن بيروت الى السهل راكموا الثروات وركبوا الثورات وظنوا ان مالهم يجعل منهم في حصن حصين وبرج مكين. لكن الناس تعرفهم وستحاسبهم.
في الملمات والازمات تتعرى النفوس وتظهر على حقيقتها الخسة والدناءة والبذاءة في جهة والشرف والكرامة والشهامة في جبهة. الناس تجوع المؤسسات تقفل، المصانع تغلق، الدولار تحول من عملة صعبة الى عملة نادرة. اسعار الخضار تتضاعف بين الليل والنهار , المواد الاستهلاكية والغذائية تكاد تصبح من الكماليات.اسعارها تتخطى سرعة الصوت وبعض المسؤولين يكتفي بالنق والتنبيه ورفع الصوت من دون نتيجة.الفقير يزداد فقرا والحرامي يزداد فحشا وبطرا. امراء الحرب والاثرياء الجدد وجماعة تبييض الاموال والفاسدين الدائمين والسارقين المخضرمين ينتظرون الاجهاز على الضحية وليس المبادرة لمد يد المساعدة، فالاخلاق ليست من شيمهم.
على الرغم من مالهم وسعيهم الحثيث للخروج من ماضيهم وغسله بكل مساحيق ومنظفات العالم فأن احدا منهم لم يفتح خزائنه مثلما فعل النائب خليل معتوق زمن الانتداب او البطريرك العظيم غريغوريوس حداد زمن المجاعة او الرئيس الطيب سامي الصلح ابو الفقير في الحرب الثانية. لا بل العكس الناس وفي منطقة في جبل لبنان يلهجون باخبار احدهم ممن طوش الناس ببره واحسانه وعطفه ولطفه فاذ به يلح على التجار الدفع بالدولار وبأسعار تسابق صواريخ كيم جونغ اون ..
الناس جائعة وتنتظر رحمة الله. الحكومة حتى الان اثبتت علو كعبها وحسن مراسها ورئيسها يقوم بما عليه باحترام واقتدار من دون ثرثرة ولا غرغرة. كلما اقترب من الناس كلما ابتعد عنه السياسيون المنافقون.
من نافل القول ان هناك منظومة سياسية اشد خطرا من جرثومة الوباء. هذه المنظومة تتحسس رقبتها هذه الايام وتترقب نهايتها ولو بعد حين. منظومة صوتها عالي وصيتها واطي. فيها من جميعو. كوكتيل مصالح وموزاييك مسالخ يعجز حتى قوح القزح ان ياتي بمثلها. شعارها المأخوذ من لويس الخامس عشر: من بعدي الطوفان. واعطونا الدولار وخذوا الوطن.
غدا عندما تنجلي غيمة كورونا سيذهبون معها او بعدها. هذه اكثر من امنية،انها صلاة ورجاء والله المستجيب.