من شتائمهم تعرفونهم، ومن حقدهم الواضح تحددون إلى أي جهة ينتمون.
هي خلاصة المشهدية البشعة التي قدمت أمس في جونيه، بإخراج حزبي مفضوح، وأداء مكشوف لناشطين حزبيين معروفين بالإسم، ولو استعملوا هويات أخرى مزورة لتقديم أنفسهم للناس.
في المحصلة، ما جرى أمس لم يكن لا حراكا ولا انتفاضة ولا ثورة، ولم يكن طبعا احتجاجا على قمع مزعوم للحريات، بل شكل حفلة تنكرية مملة جديدة، لأحزاب، بات الناس مشمئزين من تمثيلها عليهم لا لهم، مؤدية مرة بعد مرة، وبغير إتقان، دور الحمل الوديع، فيما هي في الحقيقة ذئب سياسي مفترس.
وفي كل الاحوال، بين الشتيمة والحرية، العدالة وحدها هي الحكم، ونص القانون واضح في هذا المجال، ولا يحتمل أي اجتهاد او فلسفة.
اما في الملفات الاساسية، فالانظار نحو لقاء بعبدا الذي دعا اليه رئيس الجمهورية الخميس المقبل، رصدا للمشاركين، الذين اعلن وليد جنبلاط اليوم أنه سيكون منهم، وترقبا لما يمكن أن يشكله اللقاء من فرصة تقدم للعالم صورة متجددة عن لبنان المتفاهم على الاساسيات، والقادر تاليا على تخطي الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية الاسوأ في تاريخه.
وفي غضون ذلك، الحكومة تواصل العمل، ساعية إلى تفكيك الغام السياسة وغير السياسة التي تعترض طريقها، ومنها ما يرتبط بأحكام قانون قيصر، علما أن خبر اطلاق قاسم تاج الدين من الولايات المتحدة قريبا، ارخى بظله على المشهد السياسي الداخلي، في ضوء التفسيرات المتباينة التي أعطيت له من أكثر من طرف.