سواد لف بلدة كفتون، بوداع مشوب بالحزن والغضب للضحايا الثلاثة، مع إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في مخيم البداوي، تزامنا مع أحداث أمنية متفرقة أودت بحياة أبرياء في الساعات الماضية جعلت الأمن أولوية.
ولبنان لم يندمل جرحه بعد بضحايا نكبة المرفأ، والتي لم تظهر التحقيقات حتى الآن خيوطا تحد من سيل الأسئلة عن السفينة وحمولتها، والجهة أو الجهات التي أدخلتها، والتي استفادت من موادها التي لم تنفجر، كما عن الجهة التي فجرت ما تبقى منها، وإن كان من جهة عملت على استخدامها كفتيل لزلزال هز كل بيت لبناني بوجع الخسارة والفقدان، وهز الاقتصاد اللبناني المنهار أصلا بما يصعب تعويضه، وجعل ما يفوق السبعين بالمئة من اللبنانيين يقارب خط الفقر.
الوقت داهم في نظر المواطنين الذين يترقبون شفافية في التحقيقات، تكون بحجم المآسي التي خلفها الانفجار وبتداعياته المزلزلة، وهو وقت داهم في الروزنامة الحكومية أيضا، مع اقتراب عودة الرئيس الفرنسي مطلع أيلول لمواكبة ولادة الحكومة، وإيجاد صيغ داخلية تتيح تعزيز الاستقرار واطلاق الاصلاحات. وأوحى قول الرئيس بري أن يدا واحدة تصفق وليس فقط لا تصفق، بأن عثرات تحول دون تسريع المشاورات الممهدة للاستشارات الملزمة.
وغدا ينطلق مسار الانتخابات الفرعية لثمانية مقاعد، برفع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مرسوما إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، يحتاج أيضا لتوقيع وزير المالية، ليتم تحديد موعد اجرائها المرجح أواخر أيلول، قبل الثالث عشر من تشرين الأول، أي خلال مهلة الشهرين القانونية التي تصبح نافذة من تاريخ قبولها وصدورها في الجريدة الرسمية، متضمنة قبول استقالة النواب الموزعين على ستة أقضية.
ويشهد لبنان مزيدا من الزيارات التضامنية، بوصول وزير الدفاع الايطالي لورينسو غوريني، للاطلاع على الأوضاع وتنسيق عمليات الإغاثة. كما يصل يوم الأربعاء وزير خارجية كندا Francois-Philippe Champagne.
وفي خطوة ترسم مسارا دوليا جديدا لتكريس منحى التطبيع مع العدو الإسرائيلي، يزور وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو غدا فلسطين المحتلة، على أن ينتقل الثلاثاء إلى الامارات العربية المتحدة.
وسط كل ذلك، البلاد تعيش رهاب تفشي وباء كورونا، مع تفاقم عداد المصابين، وتفاوت الفئات العمرية للوفيات، ما يستوجب المزيد من الحذر، فما هي خطة وزارة الصحة للتعاطي مع تململ قطاعات انتاجية من الإقفال التام؟.