IMLebanon

الإشغال الفندقي 50 % وسهرة رأس السنة في المنازل

Hotel-Riviera-Beirut
باسكال صوما

هي أزمةٌ موحّدة تنسحب على مدار العام بما في ذلك فترات الأعياد، أزمة تتمدّد منذ سنوات وتشمل كل القطاعات الاقتصادية، إنما بشكلٍ أساسيّ القطاع السياحي الذي يتحمّل النتائج السلبية لتراجع المؤشرات الاقتصادية من جهة، وعدم الاستقرار الأمني والسياسي من جهةٍ أخرى، بما في ذلك تحذير الرعايا الخليجيين من زيارة لبنان.
بالخيبة التي لم تعد جديدة، يفيد رئيس «نقابة أصحاب الفنادق في لبنان» بيار الأشقر «السفير» بأنّ «معدّل نسبة الإشغال الفندقي في بيروت في فترة عيدَي الميلاد ورأس السنة لا يتخطّى الـ50 في المئة، فيما كانت السنوات العادية تتكلّل بنسبة إشغال تصل الى 100 في المئة، أو 95 في المئة في أسوأ الأحوال». ويضيف: «هذا ليس كل شيء. فبالإضافة الى التراجع الكبير في نسبة الإشغال، نعاني من انخفاض حوالي 40 في المئة لسعر الغرفة، إضافةً الى تراجع أيام الإقامة التي لم تعُد تتعدّى الـ3 او 4 ايام، فيما كانت تتراوح سابقاً بين 10 و15 يوماً. وهذه كارثة».
وعن حالات الإقفال التي شهدها القطاع الفندقي في العام 2015، يوضح الأشقر أنه «ليس من الضروري أن تعلن الفنادق أنها أقفلت أبوابها كلياً حتى يدلّ ذلك على أننا في وضعٍ خطير، فالواقع أن كل الفنادق مقفلة جزئياً وبشكلٍ نسبي، فبعضها أقفل طوابق أو مطاعم داخله لتخفيف المصاريف والأكلاف، وبعضها الآخر خفّض عدد الموظّفين وغير ذلك، إلى جانب فنادق أخرى أقفلت بالفعل، ففنادق بحمدون مثلاً لم تفتح خلال الصيف الماضي».
وإذ يأمل الأشقر أن تكون سنة الـ2016 أفضل من سابقاتها، يؤكّد أنّ «المؤسسات السياحية باتت غير قادرة على التحمّل أكثر، فالقطاع ينازع ولا أحد يهتمّ أو يشعر بخطورة الوضع».
في المطاعم والمقاهي والملاهي لا يبدو الوضع أفضل قبل أيامٍ قليلة على ليلة عيد رأس السنة التي ينتظرها الجميع للسهر مع الأصدقاء والأهل احتفالاً باستقبال العام الجديد. إنما هذا العام يفضّل كثيرون السهر في المنزل، وتحضير الطعام المنزلي، نظراً للقدرة الشرائية المستمرة في التراجع، والوضع المعيشي الصعب والمعقّد. فكما أنّ العادة درجت على أن تقضي العائلات ليلة عيد الميلاد في المنزل، فهل تدرج العادة مع الوقت وتصبح ليلة رأس السنة سهرة منزلية، لتوفير تكاليف سهرة في مقهى او ملهى؟ هذا مع العلم أنّ أسعار السهرات تتراوح بين 35 و250 دولاراً للمطاعم وتصل إلى 750 دولاراً في الملاهي وحيث برامج فنية معينة.
تقييم العام
نقيب «أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان» طوني رامي يقيّم العام 2015، ويوضح لـ «السفير» أنّ «بداية هذه السنة حتى 20 آب الماضي كانت جيّدة وتنفّس القطاع الصعداء، وذلك مقارنةً مع السنوات السابقة، فتحسّنت الحركة حوالي 20 إلى 30 في المئة». ويستدرك بالقول: «ثمّ بدأت أزمة النفايات وتحوّل البلد إلى مزبلة كبيرة، بعدما كان جنة الشرق، وكان من الطبيعي أن تتراجع الحركة السياحية بشكلٍ كبير حتى وصل التراجع الى ما يقارب الـ60 في المئة»، مشيراً إلى أنّ «عدداً كبيراً من اللبنانيين اختاروا السياحة خارج لبنان فسافروا بشكلٍ اساسي الى تركيا واليونان وبرشلونة، فيما كان عدد السياح والمغتربين في لبنان قليلاً جداً».
بالعودة الى أجواء الأعياد، يقول الرامي إنّ «معظم اللبنانيين يقضون ليلة عيد الميلاد في المنزل، لذلك لم تكن الحركة ناشطة في هذه الليلة، أما بالنسبة لليلة رأس السنة فالحركة بطيئة قبل أيام قليلة من العيد والحجوزات حوالي 60 في المئة، علماً أنّ غالبية الحجوزات تترك للحظة الأخيرة أي في آخر يوم من السنة مثلاً». ويفيد بأنّ «عدداً من المطاعم فضّل عدم تحديد سعر للحجز في ليلة رأس السنة، بل ترك الأسعار كما تكون في الأيام العادية أي حسب الطلب، لعلّ ذلك يسهّل الأمر على المواطنين الذين يعانون من قدرة شرائية سيئة ووضع معيشي معقّد»، آملاً أن «يحمل العام 2016 بعض التفاؤل للبنان بقطاعاته كافّةً».