IMLebanon

التنافس الأميركي- العربي في أسواق النفط

oman-oil-refinery
طوني رزق
تتجه الولايات المتحدة الاميركية الى رفع حجم انتاجها النفطي ليوازي حجم انتاج المملكة العربية السعودية، ومع ازدياد القدرة الاميركية على الانتاج بات ممكنا بيع المخزونات النفطية الاستراتيجية مما سوف يضغط بقوة على الاسعار وعلى الحصة في أسواق النفط العالمية.
أصبحت الولايات المتحدة الاميركية منافسا قويا لدول الشرق الاوسط في اسواق النفط العالمية ويبدو ان هذه المنافسة شهدت اولى واكبر مظاهرها والاكثر حدة في نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي وذلك عندما تمّ اغراق الاسواق بفائض نفطي دفع اسعار النفط الى مستوى 26 دولارا للبرميل.

تزامن ذلك مع بروز شركات النفط الاميركية ومنها النفط الصخري كمنتج منافس يشكل خطرا كبيرا على الحصص في الاسواق العالمية. ودفع اغراق السوق بالمعروض النفطي الشركات الاميركية الى خفض انتاجها من 9,7 مليون برميل يوميا الى 9 ملايين.

غير ان عودة اسعار النفط للارتفاع الى ما يقارب الخمسين دولارا للبرميل سوف يحسن شروط عمل الشركات الاميركية ويدفعها مجددا لزيادة الانتاج.

سوف يزداد الملف النفطي ضغوطا اذا ما لجأت الولايات المتحدة الاميركية الى بيع المخزونات النفطية الاستراتيجية التي يبدو ان الحاجة الى وجودها انتفت ماليا بعد ارتفاع وتيرة الانتاج النفطي الاميركي.

ومن شأن تصدير هذه المخزونات الضغط بقوة على اسعار النفط من جهة وعلى حصص الدول الاخرى في الاسواق النفطية العالمية وسوف يضر ذلك بالدول المنتجة للنفط في الشرق الاوسط والعالم ويزيد من متاعبها المالية.

تسعى الولايات المتحدة الاميركية الى رفع انتاجها ليتساوى مع حجم الانتاج في المملكة العربية السعودية ويبدو ان ذلك سوف يحصل قريبا. سوف يدفع ذلك الولايات المتحدة للامساك بالملف النفطي في الاسواق العالمية الامر الذي يتطلع اليه الكثيرون وذلك للمرة الاولى منذ 40 عاما.