IMLebanon

القيصر والاهبل

صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (القيصر) أنه لم يتفق مع الولايات المتحدة الاميركية حول الوضع في سوريا، خصوصاً موضوع الهدنة في حلب.

لو عدنا الى ثلاث سنوات مضت يوم كان الاميركي باراك أوباما (الأهبل) قد أرسل حاملات الطائرات الى البحر الابيض المتوسط ليؤدّب النظام السوري على استعماله الاسلحة الكيميائية ضد الشعب، فجأة، ومن دون مقدمات، اتفق مع الدب الروسي، القيصر بوتين، على أن تتولى روسيا نقل الاسلحة الكيميائية الى خارج سوريا لتدميرها…لا نعرف ما هو السبب الذي جعل أميركا تتخلّى عن تأديب النظام على استخدامه الاسلحة الكيميائية ضد الأطفال والشيوخ، وبدلاً من أن تساعد واشنطن المعارضة، وكانت في ذلك الحين «طبيعية» قبل دخول «النصرة» و»داعش» و»القاعدة»، بدت وكأنها تتخلّى عن هذه المعارضة شبه العزلاء أمام شراسة ووحشية النظام.

واليوم، بعد سنتين من الضرب العنيف وتحقيق «إنجازات» على الارض، أضحت سوريا مستعمرة روسية فلا يمكن البحث عن أي حل في سوريا إلاّ من خلال الروسي.

ونسأل أوباما: أين كانت موسكو منذ سنتين وأين أصبحت اليوم؟

وهل من مصلحة الولايات المتحدة الاميركية التي كانت تنفرد في «حكم» العالم، أن تشاركها روسيا؟ وكيف ستتعامل مع الروسي في المستقبل؟

وكيف تسمح واشنطن لنفسها، اليوم، أن تعطي دوراً رئيساً لموسكو بعدما كانت هي المتفرّدة في الهيمنة على القرار العالمي؟

وكيف ستستعيد هذا الدور؟

وبأي ثمن؟!.

وهل فات الأوان على أي موقف تداركي أميركي؟

وهل ثمّة إمكانية لإصلاح ما أفسده أوباما من خلال سياسته الغبية في سوريا والتي أدّت تداعياتها الى أضرار كبيرة لم تقتصر على الشعب السوري وحده بل طاولت دولاً عربية عديدة وأيضاً طاولت أميركا في سمعتها وفي نظرة الشركاء والحلفاء إليها؟!.

وهل لا بدّ من انتظار الادارة الاميركية الجديدة القادمة؟

وهل يمكن الرهان، بعد، على أي موقف أميركي؟

عوني الكعكي