IMLebanon

سلام لم يلمس حماسة دولية للرئاسة

لم يتوقع رئيس الحكومة تمام سلام خلال وجوده في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة، الكثير مما يفيد لبنان فعلياً للخروج من ازماته، وهو ايضا لم يعوّل الكثير على مؤتمر «مجموعة الدعم الدولية» الذي انعقد في اليوم الاخير لوجوده، خاصة ان المؤتمر «سلق سلقا» نظرا لضغط المواعيد للوزراء المشاركين ولانشغالاتهم.

الا ان سلام العارف بما يجري في اروقة الامم المتحدة، وضع المجموعة الدولية والعربية امام مسؤولياتها في حفظ استقرار لبنان ودعمه لمواجهة مخاطر الارهاب القابع عند حدوده الشرقية، والعدو الاسرائيلي عند حدوده الجنوبية، عدا المخاطر الداخلية المتأتية عن مشكلة النازحين السوريين، ومشكلة الشغور الرئاسي وتعطيل عمل مجلسي النواب والوزراء.

وعبر سلام اكثر من مرة في كلماته التي ألقاها وفي لقاءاته التي عقدها مع رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية العديد من الدول، وبينهم ثلاث دول عظمى (اميركا وروسيا وفرنسا)، عن نوع من خيبة الامل لترك المنطقة العربية ومنها لبنان للنزيف الحاصل، ونسيان لب الصراع في المنطقة وهو القضية الفلسطينية بلا حل، بل العكس، استمرار الدلع الاميركي والدولي للكيان الاسرائيلي على حساب العرب والفلسطينيين.

وعاد سلام من نيويورك بكلام عن دعم معنوي للبنان، الا ان الجديد ـ القديم هو عدم الحماس الدولي للضغط من اجل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وان كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد وعد ببحث الموضوع في تشرين الثاني مع ايران والسعودية.

وسمع سلام كلاما واضحا من المسؤولين العرب والاجانب الذين التقاهم ان مسألة الرئاسة هي شأن لبناني داخلي، وكان وزير الخارجية الروسي لافروف الاكثر صراحة بقوله ان الانتخابات الرئاسية يجب ان تجري من دون اي تدخل خارجي. لكن رئيس الحكومة رأى ان هناك حاجة لاجراء متابعة تنفيذية مع القوى الاقليمية والدولية من اجل ضمان تنفيذ التعهدات التي سمعها حول معالجة ازمة النازحين وازمة الشغور الرئاسي وتداعياته.

وعبر الرئيس سلام صراحة امام الوفد الاعلامي المرافق عن هذا الجو قبيل عودته، مشيرا الى ان المواجهة الدولية الحاصلة حول الوضع السوري صعبة وتبعاتها صعبة، وقال: بدل ان يكون هناك تفاهم بين القوى الكبرى على الحلول، وبدل ان يلتفت الجميع الى مواجهة الارهاب بجهد منسق لتحقيق الاستقرار في المنطقة، نجد ان المواجهة مستمرة، ما يعني ان المنطقة ستتعب اكثر وستدفع ثمن هذه المواجهة غاليا.

واوضح سلام انه ابلغ من التقاهم ان معالجة الوضع اللبناني اصبحت اكثر إلحاحا بسبب الاضطرابات الاقليمية القائمة، من هنا كانت مناشداتنا للجميع للاهتمام بلبنان، خاصة ان مشكلته هي الاقل بين مشكلات المنطقة، وانتخاب الرئيس لا يتطلب ولا يفترض انتظار الحل السياسي في سوريا او اليمن او العراق لانه بعيد المنال حاليا، ومخاطر الوضع الناجم عن الارهاب والنازحين على الاقتصاد اللبناني باتت كبيرة.

ولكن سلام لم يعف القوى السياسية اللبنانية من مسؤولية معالجة المشكلات القائمة، نتيجة استمرارها في الخلافات والمناكفات، «حتى في قضية بسيطة باتت تتخذ بعدا وطنيا هي قضية النفايات، لم تخل من شد الحبال السياسي»، ورأى ان «العراقيل ستتراكم نتيجة هذا الجو، اذا لم نصل الى حد ادنى من تسيير شؤون البلاد والعباد». وقال: «المطلوب هو استمرار الحوار الداخلي بدعم اقليمي للوصول الى حلول في لبنان».