IMLebanon

القيصر يحاضر بالديموقراطية!

روسيا تدين الضربة الاميركية التي انتهكت سيادة سوريا بينما ضربات الطيران الروسي منذ سنتين حيث استعملت روسيا جميع انواع الاسلحة الحديثة وتمت تجربتها في سوريا، اضافة الى قتلها منذ دخول قواتها الى سوريا اكثر من ٣٠٠ الف مواطن سوري بين طفل وامرأة ورجل مسن. هذا غير تدمير ما تبقى من المدن والقرى والمدارس والجامعات… بينما هذا امر جيد وليس انتهاكاً او اي شيء مماثل….

عجيب غريب امر الروس خصوصاً الرئيس بوتين الذي صدق انه »قيصر« فأخذ يتصرف كما كان يتصرف القياصرة ناسياً او متناسياً ان عهد القياصرة ولّى واصبح من التاريخ.

اما بالنسبة للاحتلال العسكري لدولة اوكرانيا فتعتبره روسيا حقاً لها، والذي اعقبته مناشدة من مجلس الامن والمطالبة بالانسحاب، ولم تستجب روسيا ما اضطر المجموعة الغربية خصوصاً الاميركية لاتخاذ سلسلة عقوبات ضد روسيا لا تزال تعاني منها لا سيما التحويلات المالية.

من ناحية ثانية يبدو ان روسيا تظن ان الرئيس الاميركي ترامب مثله مثل الرئيس  السابق اوباما الذي فوّض الى الروسي نقل الاسلحة الكيميائية الى خارج سوريا ولكن حسابات بوتين جاءت خاطئة لأن ترامب كان واضحاً علماً ان ضعف الادارة الاميركية السابقة جعله يظن انه اصبح قيصراً وانه يستطيع ان يفاوض من موقعه الجديد.

ايها القيصر بوتين لا تلعب بالنار لأنه كما يقال »بتحرق صابيعك ويللي بيشتريك بيرجع ببيعك«.

هذه الضربة هي انذار اولي، لأن الآتي اعظم، بالرغم من أن الروس يقولون ان الجو لم يعد مفتوحاً امام الطائرات الاميركية.

قليلاً من التواضع يا حضرة القيصر الصغير لأن الظروف قد تغيّرت وان اميركا تركت روسيا تلعب في الملعب السوري حتى وصل الامر الى ان القيصر صدّق نفسه بأنه يستطيع ان يفعل ما يريد.

تغيرت الامور والرئيس الجديد ترامب قد اعطى الاوامر بناءً على معلومات اكيدة من البنتاغون مفادها ان النظام المجرم السفاح قد استعمل قاعدة مطار (الشعيرات) لانطلاق طائراته التي قصفت (خان شيخون) مستعملة السلاح الكيميائي (غاز السارين) فجاءت الاوامر بقصف المطار ويقال ان ٢٠ طائرة للنظام كانت فيه قد دمرت وهذه رسالة واضحة وصريحة الى النظام المجرم والى النظام الذي دعمه قبل اسبوع من سقوطه.

والمفارقة العجيبة كانت في البيان الذي صدر عن هذا النظام الفاشي الطائفي المجرم الذي اعتبر الادارة الاميركية قصيرة النظر وأن تصرفها أرعن وغير مسؤول، وهنا نسأل: هل استهداف المدنيين العزل وقتل الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير البلاد وتهجير العباد يعبر عن بعد نظر من قبل النظام الذي يعتبر كل من خالفه الرأي ارهابياً وتكفيرياً يجب القضاء عليه؟!

عجيب… ردع الظالم عن قتل المظلوم قصر نظر ودعم الظالم في غيه بعد نظر… يا للغرابة.

لذا، لا نظن ان الامور ستتوقف عند هذا الحد لأن رأس هذا النظام المجرم سيكون ثمن السلام ومصيره مثل مصير معمر القذافي والايام آتية.

عوني الكعكي