IMLebanon

… والعمالة السورية تغزو البقاع والمتسولون يملأون الشوارع

Joumhouriya-Leb
عيسى يحي

رتبت أعداد النازحين الوافدين إلى البقاع بشكل شبه مستمر يومياً أعباء إجتماعية وإقتصادية وصحية لا طاقة للسلطات المحلية على تحملها، فالوضع الجغرافي للبقاع والحدود المفتوحة جعلته يستوعب العدد الأكبر من النازحين وهم من الطبقة الإقتصادية الفقيرة وممن يحتاج إلى العمل بأي أجر، فيما أصحاب الرساميل والثروة إختاروا المدن الأخرى، وبعضهم قام بنقل مصانعه ومعامله إلى خارج سوريا ولبنان.
كأنه لا يكفي البقاع أزمة الحرمان التي يعاني منها منذ عقود بفضل سياسات فاشلة وعدم إهتمام من الحكومات المتعاقبة ونواب غاب إهتمامهم عن المنطقة ليزداد الطين بلة مع تواجد النازحين ومزاحمتهم للبنانيين في أعمالهم ومحالهم.

تتفشّى أزمة البطالة أكثر فأكثر ويوماً بعد يوم في ظل مضاربة اليد العاملة السورية ومنافستها لمثيلتها اللبنانية، فعمالة السوريين وضعت العامل اللبناني أمام خيارين إما العمل بذات الأجر أو الجلوس في منزله.

العامل السوري يرتضي أن يعمل بأجر متدن إذ ليس لديه حل آخر، والمساعدات الغذائية وغيرها تأتيه من المنظمات الدولية وتالياً لم يبق عليه سوى تأمين إيجار المنزل وهو ما تقوم بعض الجمعيات بتغطيته أحياناً.

أما الجانب الإيجابي للنازحين السوريين فتمثل بزيادة مبيعات ومداخيل بعض أصحاب المحال والمؤسسات التجارية التي تستقبل قسائم المشتريات التي توزعها المؤسسات الدولية على النازحين.

أصحاب بعض المحال التجارية والمطاعم قاموا بتشغيل سوريين يعادل أجر الإثنان منهم أجر عامل لبناني وهو أمر يرتضيه أصحاب بعض المحال والمهن كونه يعود عليهم بالربح أكثر.

على سبيل المثال، ياسر هو عامل لبناني كان يعمل في أحد مطاعم المدينة وكان يتقاضى راتباً شهرياً قدره 500 دولار تكفيه وأسرته حتى آخر الشهر، ومع إزدياد السوريين وطلبهم للعمل وضعه صاحب المطعم أمام خيار العمل بذات الأجر الذي إرتضاه العامل السوري أي 200 دولار أو مغادرته العمل، فقرر أن يترك عمله لأن أجره الجديد لا يكفي إيجار منزله الذي إرتفع بفعل الطلب على المنازل من قبل النازحين.

أما الجديد فهو قيام البعض بنقل المهنة التي كانوا يعملونها في سوريا إلى لبنان وفتحهم مؤسسات ومحال ومطاعم بأسماء سورية كمطعم فلافل الشام وحلويات دمشقية وغيرها. أبو شادي صاحب مطعم الفلافل يعتبر عمله هذا محاولة لسد حاجاته وعزوفه عن مد يد العون والمساعدة لأحد وكي لا يبقى أسير التقديمات والمساعدات من المنظمات الدولية.

مشكلة التسوّل

مشكلة أخرى تغزو الشوارع والطرقات هي التسول من قبل أطفال ونساء وجدوا فيها مهنة غير متعبة ولا تحتاج لأي رأسمال سوى صوت حنون ولسان يجيد فن النصب والإحتيال.

ما بين محل وآخر وبين المارة والسيارات يتنقل أطفال من هم دون العشر سنوات كذلك نساء يحملن أولادهن الرضع، مطلقين عبارات إستعطاف ودعاء تدفع من يسمعها إلى مد يده لجيبه وإعطائها ما تيسر.

عن هذه الظاهرة أشارت مصادر أمنية إلى أن معظم المتسولين هم من النَوَر وبعضهم يعمل ضمن مجموعات لها رأس مدبر وزعيم يديرها، ووفق إحصاءات الأمن الداخلي فقد تم مؤخراً توقيف ما يقارب 1500 شخص في مختلف المناطق اللبنانية بين متسول وبائع متجول يعمل معظمهم ضمن مجموعات.

في بعلبك، لم تعمد السلطة المحلية ولا القوى الأمنية إلى توقيف هؤلاء رغم غزوهم شوارع المدينة، وهو أمر يحتاج إلى متابعة وإهتمام وخصوصاً بعد إمتعاض المواطنيين منهم لكثرتهم، ناهيك عن خطة السير الفاشلة في المدينة التي تدفع هؤلاء إلى إحكامهم على السائق وعدم الإبتعاد عن السيارة إلا بعد نيلهم النقود.

أكثر من 360 محالاً تجارياً ومؤسسة في البقاع تحتاج إلى تراخيص ومعالجة من قبل القوى الأمنية والسلطات المحلية وهو ما ينتظره البقاعيون علّ ذلك يحسّن أوضاعهم الإقتصادية وهم يضعون اللوم على الدولة اللبنانية لأنها لم تعمل على وضع إستراتيجية واضحة للنازحين منذ بداية الأزمة السورية.