IMLebanon

خلافات بلدية طرابلس تحرم الموظفين رواتبهم

Tripoli2
عبد الكافي الصمد

لم يعد خلاف رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال ومعارضيه محصوراً داخل البلدية، بل انتقل اليوم إلى اتحاد بلديات الفيحاء بسبب التأخير في دفع رواتب موظفي الاتحاد والعاملين في سرية إطفاء طرابلس منذ قرابة شهرين. يحمّل كل طرف المسؤولية للآخر، فيبرر غزال سبب التأخير برفض بعض أعضاء المجلس البلدي تحويل المبالغ المستحقة للاتحاد من بلدية طرابلس عن الخدمات التي يقدمها الاتحاد للمدينة من أعمال نظافة وإطفاء للحرائق ومشاريع اخرى.

ويعلن غزال الذي شارك في اعتصام الموظفين والعمال أمس، أن «ديون البلدية تجاوزت سبعة مليارات ليرة لبنانية مستحقة لهذا العام ومن المفروض دفعها بأسرع وقت». يتهم غزال معارضيه بأنهم يفضلون مصالحهم الشخصية على مصلحة المدينة، وهم «يمارسون منذ فترة طويلة ضغوطاً بغية الدخول إلى الصلاحيات التنفيذية للبلدية».
إلا أن خالد صبح، أبرز معارضي غزال داخل البلدية، أوضح أن رئيس البلدية «لم يدع إلى عقد جلسة للبلدية من أجل تحويل الأموال المستحقة للبلدية إلى الاتحاد». ويضيف أنه في الجلسة الاخيرة في 26 من الشهر الماضي، أقررنا موازنة البلدية لهذا العام، التي تضمنت تخصيص مبلغ 2.694 مليار ليرة لبنانية لصندوق الاتحاد لهذا العام، معتبراً أن غزال «يتحمل مسؤولية عدم قبض الموظفين والعمال في الاتحاد رواتبهم».
في تلك الجلسة، تمكن معارضو غزال من تأمين النصاب القانوني لإقرار موازنة عام 2015، ما قيّد حركة غزال وقدرته على الإنفاق بلا العودة إلى المجلس البلدي. شنّ غزال حملة واسعة على المعارضين، متهماً إياهم بـ»خطف» المجلس البلدي، وقال أحد الأعضاء آنذاك إن إقرار الموازنة «سحب من يد غزال إمكانات مالية كان يتصرف بها يمنة ويسرة، وكانت تفوح منها روائح هدر وفساد».
فقد كان غزال يستخدم هذه الإمكانات لتغطية نفقات سفراته على حساب الاتحاد، بعدما رفض أعضاء البلدية تأمين هذه النفقات من ميزانية البلدية. يلفت المعارضون إلى أن هذه السفرات بلغت العام الماضي 17 سفرة مخصصة للسياحة والترفيه، لم تعد للمجلس البلدي أو الاتحاد بأي فائدة. يرفض غزال منذ أكثر من شهر عقد جلسة للبلدية، فالموازنة المذكورة اشترطت موافقة المجلس البلدي مسبقاً على صرف أي مبلغ، ما رآه غزال تكبيلاً له، وتقييداً لحريته في صرف أموال البلدية والاتحاد التي تمتع بها في السنوات السابقة.
هذا الواقع دفع صبح إلى اتهام غزال بأنه «يحجب الحقيقة عن المواطنين، وهو هنا ليس منسجماً مع نفسه ولا مع الآخرين»، مشيراً إلى أن «سعيه إلى تحريض موظفي الاتحاد على أعضاء البلدية لن ينجح». وردّ صبح تخبّط غزال «إلى طروحات جدّية برزت أخيراً من قبل القوى السياسية في طرابلس لدفعه نحو الاستقالة وانتخاب بديل له».
وأكّد نائب رئيس الاتحاد ورئيس بلدية البداوي (عضو في اتحاد بلديات الفيحاء) حسن غمراوي لـ»الأخبار» هذا الواقع، لافتاً إلى أن «الخلافات بين غزال وأعضاء في بلدية طرابلس أدت إلى عدم دفع رواتب الموظفين والعمال». وأعلن أن «عدم دفع بلدية طرابلس حصتها إلى الاتحاد سيؤثر سلباً، لأن حصّة طرابلس هي الأكبر بين البلديات الأربع».