خيرات العاصفة “زينة” تحولت نقمة عند مزارعي عكار، وأتى “يوهان” ليقضي على ما تبقى من مواسمهم وخصوصا موسم الحمضيات الذي كان في عز قطافه وانتاجه كان ممتازا قبل العواصف من حيث الكمية والنوعية، لكن الرياح العاتية اسقطت الثمار التي افترشت اراضي البساتين والحقول.
مزارعو عكار يعيشون حالة من الاحباط، فغضب الطبيعة ضاعف معاناتهم بسبب غياب الاهتمام الرسمي وعدم حماية محاصيلهم ووضع خطة للنهوض بمنطقتهم وتطبيق روزنامة زراعية تتناسب مع المواسم المحلية، خصوصا بعد تراجع زراعة الحمضيات التي كانت تشغل مساحات شاسعة من اراضي سهل عكار.
المزارع محمد عبدو الاحمد من بلدة تلعباس الغربي، أشار الى “ان العواصف والرياح أسقطت الثمار، والجليد قضى على الاشجار خلال موسم القطاف، والخسائر كبيرة وجسيمة”. وقال: “مع ارتفاع كلفة العناية ببساتين الحمضيات وكساد المواسم وغضب الطبيعة وغلاء اليد العاملة والاسمدة والمبيدات والري، فان عددا كبيرا من المزارعين عمد الى اقتلاع الاشجار لانها اصبحت عبئا عليهم وخصوصا صغار المزارعين”، معربا عن اسفه “لغياب الاهتمام الرسمي وتجاهل نواب المنطقة والمعنيين في ايصال صوت المزارعين”.
أما المزارع محمد الخير وهو أحد مالكي البساتين الحمضيات في سهل عكار، قال: “الكارثة كبيرة، ولا احد من المعنيين اهتم بنا او عمد الى الكشف عن الاضرار. فغضب الطبيعة قضى على المواسم وضاعف مشاكلنا، فهذه الزراعة الاساسية تراجعت كثيرا واصبحت هما علينا في غياب اي دعم للانتاج”.
وسأل: “هل من المعقول ألا يأتي اي مسؤول للاطلاع على النكبة الكبيرة التي اصابتنا، للاسف اصبح المزارع في بلدنا لا قيمة له ومتروك عرضة لغدر الزمان”، مناشدا “اصحاب النخوة والمعنيين التعويض على المزارعين”.