IMLebanon

“القطبة المخفية” في الاتفاق الأميركي -الإيراني

iran-usa

كشفت صحيفة “الأنباء” وفق قراءات ديبلوماسية في بيروت بان الاتفاق النووي مع إيران بات بحكم المنجز وما مهلة الاسبوعين الفاصلة عن الاجتماع المقبل سوى فرصة لوضع اللمسات الاخيرة عليه، الا اذا استجد ما لم يكن في الحسبان.

لكن لوحظ انه بقدر ما كان وزير الخارجية الاميركية حاسما حيال الملف النووي بقدر ما كان مبهما في الملف السوري، على عكس وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الذي كرر موقف بلاده المطالب برحيل الاسد، وتمنى على ايران ان تستمع الى النصائح وتترك التدخلات في الشؤون الداخلية العربية قبل ان يتطور الوضع ويتجذر العداء بينها وبين جيرانها.

النائب اللبناني جان اوغاسبيان عضو كتلة المستقبل، اشار الى تخوف كبير من نتائج هذا الاتفاق على مجمل اوضاع المنطقة وتحديدا في العراق وسورية ولبنان، وتطمينات وزير الخارجية الاميركية بحاجة الى اثبات، ونحن لا نعتقد ان هذا الاتفاق ستكون له انعكاسات ايجابية سريعة على الوضع في لبنان ولا على سورية والعراق، كما لن يؤثر على امتداد النفوذ الايراني في المنطقة، وبالتالي فإن الوضع في المنطقة معلق وليس هناك رؤية واضحة لدى دول القرار حول مستقبل العراق وسورية، وايضا لا اعتقد ان هذا الامر سينعكس ايجابا على الملف الرئاسي اللبناني المعلق هو الآخر كباقي ملفات المنطقة المعلقة.

الاوساط المتابعة في بيروت لاحظت ان اوغاسبيان حرص على الحديث عن الموضع المعلق في لبنان، نافيا الانعكاسات الايجابية للاتفاق النووي حال توقيعه، متلاقيا هنا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم ير ايجابيات قبل الاتفاق ولم يتوقعها بعده.

اما لماذا تأجيل التوقيع الى 24 اذار؟ فالمصادر كشفت لـ “الأنباء” ان الجانب الايراني ربط مسألة التوقيع برفع العقوبات الاميركية عن ايران دفعة واحدة، لأن توقيع الاتفاق النووي مع ابقاء العقوبات “نكون يا ظريف لا رحنا ولا جينا” فالاوضاع المعيشية في ايران صعبة والاجتماعية اصعب بسبب هذه العقوبات، والملف النووي قد يعزز مكانة الدولة الايرانية ويوسع نفوذها، لكنه لا ييسر امر مواطن مُعسر، ولا يعالج مريضا بغياب الامكانيات المتطورة، ولا يقلص طوابير الناس أمام مراكز التموين الاساسية.

وتسأل المصادر عن القطبة المخفية في المسألة النووية بين واشنطن وطهران، وهل من انعكاسات سلبية مرئية وظاهرة لزيارة بنيامين نتنياهو الى الكونغرس الاميركي؟ فتجيب: زيارة نتنياهو لم تترك اثرا يذكر على صفحة مياه الموقف الاميركي الرسمي، لا بل ان الآثار التي تركتها لم تكن لمصلحة نتنياهو الانتخابية، التي هي في اساس تحديه البالغ الوقاحة لرئيس الولايات المتحدة في عقر داره.

اما “القطبة المخفية” التي يبحث الكثيرون عنها فتكمن في العقوبات التي تطالب طهران برفعها مرة واحدة، بينما يريد الطرف الاميركي ان يجري الرفع بالتقسيط، بدءا من العقوبات الرئاسية، اي المفروضة بقرار رئاسي مباشر، وصولا الى عقوبات الكونغرس التي تتطلب التراجع عنها من جانب الكونغرس مباشرة.

وهل يستطيع الرئيس اوباما اقناع الكونغرس برفع العقوبات وهو الذي تحداه باستقبال نتنياهو وقوفا مع التصفيق؟

الجواب تقول المصادر المتابعة: نعم يستطيع اوباما ان يستدعي المعارضة الكونغرسية اليه ويضغط عليها للقبول، عندما يكون الامر متصلا بمصالح اميركا القومية كما هو الحال الآن.

وكشفت المصادر المتابعة ان الرئيس الايراني حسن روحاني ابلغ المرشد الاعلى وقادة الحرس الثوري بأن عليهم الوقوف خلفه في موضوع الملف النووي الذي لن يكون بالأهمية المرجوة مادامت بقيت العقوبات الاقتصادية الاميركية تفرض على الايرانيين شد الحزام.