IMLebanon

هولندا … السوق الرئيس للثوم الغزي

Garlic and parsley isolated on white
Garlic and parsley isolated on white

تمضي المزارعة الفلسطينية أم درويش (47 عاما)، ما يزيد على خمس ساعات يومياً داخل مزارع “التوابل” الطبية المقامة على أراضي المحررات التي انسحبت منها إسرائيل صيف عام 2005، في محافظة خان يونس جنوب القطاع والمعروفة بمزرعة “حطين”، وهي تُجهز برفقة 35 مزارعا ومزارعةالثوم المقرر أن يُصدر إلى الأسواق الأوروبية هذا الأسبوع.

وتوضح أم درويش ، أنها تعمل في هذه المهنة منذ أن كان عمرها 15 عاماً، وتعلمتها حين كانت تعمل داخل المستوطنات الإسرائيلية قبل الانسحاب من القطاع. وتقول وعرقها يتصبب وهي تحصد ثمار الثوم داخل إحدى الدفيئات الزراعية “: وأنا عمري 15عاماً بشتغل في التوابل الطبية داخل المستوطنات، وأصبحت أتقن العمل بحرفية وهو مصدر رزقي”.

وبدأت فكرة زراعة التوابل داخل قطاع غزة، قبل سنوات، وجرى زراعة 20 دفيئة زراعية بـ 3 أصناف من التوابل من أصل 26 صنفاً، وهي الثوم والنعنع والريحان.

وتبين “أم درويش” التي تعيل أسرة مكونة من ستة أفراد ، أن عملها هو مصدر رزقهم الوحيد. وتقول : ” نحن نعمل بنظام الساعة وفي حال كان هناك طلب على “التوابل الطبية”، والإسرائيليون يسمحون بالتصدير ، يكون دخلي جيد ويقدر في بعض الأحيان بـ 900 شيكل شهرياً وفي حال أغلق المعبر يصل معدل دخلي إلى 600 شيكل وهو ما تعتبره مبلغاً بالكاد يمكنها من توفير جزء من الحياة الكريمة لأسرتها.

وتشرح “أم درويش” الرحلة التي يمر فيها الثوم من بعد الزراعة، قائلةً: ” عندما ينضج داخل الدفيئات الزراعية نباشر في حصده، ثم ننقله إلى محطة التعبئة والتجهيز للتصدير وهناك نقوم بقص جزء من أطرافه، بعد فرزه وإخراج البصل غير الصالح، ثم يُوضع بالمياه لفترة ليست بالطويلة ومن ثم تبدأ مرحلة وضعه بصناديق التصدير داخل الثلاجات “.

وتتحكم إسرائيل في عملية التصدير التي تتم عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في غزة، والتي تسيطر عليه وتفرض إجراءات معقدة ومعوقات أمام حركة التصدير، إضافةً إلى إغلاقها للمعبر بشكل متكرر وفقاً لمزاج جنودها تحت ذرائع واهية.

وتتراوح اسعار التوابل الطبية حسب النوع ، فكيلو الريحان 4 يورو، والثوم 5 يورو، والنعنع 3 يورو ونصف اليورو .

وعلى الجهة الأخرى “لأم درويش” ، يعمل المزارع إياد فروانة في المرحلة الأخيرة من عملية تجهيز البصل لتصديره ويقول ، :” بدأ هذا المشروع قبل سنوات من قبل واحدة من الجمعيات الزراعية، التي جمعت العمال الفلسطينيين أصحاب الخبرة في مجال التجهيز للتصدير، وأنا منذ ذلك الوقت أعمل هنا بنظام الساعة، والساعة الواحدة يقابلها خمسة شواكل “.

ويلفت فروانة وهو معيل لأسرة مكونة من 9 أفراد ، إلى أن العمل في قطاع غزة محصور سيما وأن نسبة البطالة مرتفعة بالتزامن مع وضع معيشي صعب واقتصاد ضعيف، لذا يعتبر أن عمله بأجر قليل جزء من رفضه لسياسة إسرائيل اتجاه قطاع غزة، خاصة في موضوع فرض الحصار.

ويوضح أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد أن يكون القطاع منتجا ويرغب في إبقائه مجرد مستهلك لمنتجاته، مؤكداً أن ذلك مرفوض، معبراً عن افتخاره بوصول منتجاتهم إلى الأسواق الأوروبية وحصولها على تصنيف عالي من حيث الجودة كماركة فلسطينية.

وبين فروانة أن إسرائيل تتحكم في معدل دخله الشهري، قائلاً: ” إذا فُتحت المعابر بشكل منتظم وكان هناك طلب على التوابل الطبية ، يكون دخلنا مستقر ونعمل أربعة أيام إلى خمسة في الأسبوع، والعكس صحيح، ونحن نعمل وفقاً لنظام التصدير ووفقاً للطلب الأوروبي وحسب فتح المعبر” .

من ناحيته يوضح المزارع سليمان القهوجي، أن معدل التصدير بشكل شهري من “التوابل” يصل إلى 5 أطنان، تصدر إلى الأسواق الأوروبية، مبيناً أن الأسواق الهولندية هي الأسواق الرئيسية لبصل الثوم.

وقال القهوجي : ” لو المعبر فاتح بشكل مستمر سيرتفع معدل التصدير وسيكون هناك توسع أكبر في زراعة التوابل، الأمر الذي سيفتح المجال أمام خلق مزيد من فرص العمل للمزارعين الفلسطينيين”، مضيفاً “يعمل معنا 35 مزارعا ونقتصر على الزراعة هنا في محررة حطين وفتح المعبر بشكل مستمر سيدفعنا للاتجاه للزراعة في أماكن أخرى خارج المحررة”.

ويؤكد أن إسرائيل تعمل على عرقلة عملية التصدير بشكل مفتعل من أجل تكبيد المزارعين المزيد من الخسائر، مبيناً أنه خلال العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي ، تكبد خسائر بمبالغ كبيرة جراء تدمير محاصيله الزراعية.

وأشار إلى أن إسرائيل لا تسمح لهم بتحميل سيارات النقل والتصدير بالكامل وتسمح فقط بأن يكون ارتفاع الحمل فيها مترا واحدا، وتفرض نفس المبلغ المالي عليها والذي يقدر ما بين 4000 إلى 5000 شيكل على الشاحنة، وهو ما يعتبره جزء من محاولات إسرائيل لتدمير المزارعين وتكبدهم الخسائر .