ذكرت صحيفة “المستقبل” أن تطورات المعارك التي تشهدها جرود عرسال خلال اليومين الماضيين شكلت تأكيداً على أمور عدة أهمها استمرار “حزب الله” في معركته التي أعلنها أمينه العام السيد حسن نصرالله بتحرير جرود عرسال من التكفيريين بحيث يعتبر أن ما يتم تداوله في مجلس الوزراء حول عرسال وجرودها تحديداً لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وقلقاً بدأت معالمه تبرز لدى عدد من الاهالي والفاعليات وعشرات الآلاف من العائلات النازحة التي تقيم في مخيمات توزعت في أرجاء البلدة وفي بعض الاماكن من جرودها القريبة.
وقال أحد فاعليات البلدة ويدعى خالد الحجيري: “ان الاوضاع في البلدة هادئة نسبياً، الا أن اصرار “حزب الله” على التقدم باتجاه الجرود ان كان من ناحية جرد نحلة يونين داخل الاراضي اللبنانية، او من ناحية فليطا ومحيطها بعدما استطاع احتلال بعض التلال التي اعتبرها استراتيجية (تلة في منطقة الرهوة وأخرى تطل على وادي الخيل) علماً أن جرود عرسال تضم آلاف التلال الاستراتيجية والاودية الصعبة، انما يؤكد عدم التزام الحزب بأي قرارات قد تصدر عن مجلس الوزراء حول عرسال معطوفاً على ذلك تأجيل وتأجيل في اتخاذ القرارات التي تحمي عرسال وجرودها من كل المسلحين، وبالتالي الاستمرار في قضم الحزب واحتلاله للمرتفعات والاودية التي تقع في محيط البلدة بهدف تطويقها عسكرياً”.
بدوره، لفت محمد عز الدين الى أن “حزب الله” وبعد إلحاق ما يسمى “جيش الفتح” خسائر فادحة في عناصره ومواقعه خلال الايام القليلة الماضية ما زال مستمراً في تنفيذ ما أعلنه نصرالله على تحرير جرود عرسال من التكفيريين غير آبه بما اذا انعكس هذا الامر على الداخل اللبناني فتنة سنية – شيعية لا سيما بعد دعوته العشائر البقاعية الى مساندته في حربه هذه.
وأشار الى أن أهالي البلدة يعيشون حالة من القلق على النازحين السوريين وعلى مصيرهم في ما لو بدأ حزب الله لاحقاً بقصف ضواحي البلدة حيث يتواجد القسم الاكبر من مخيمات النازحين.
وأكد مصدر في بلدية عرسال أن “جرود البلدة في منطقة الرهوة ووادي الخيل تشهدان منذ يومين معارك كرّ وفرّ بين “حزب الله” الذي استحدث عدة نقاط على التلال المطلة على هاتين المنطقتين حيث تنتشر الاراضي الزراعية، وقد احتل منازل عدد من مزارعي البلدة الذين يستعملونها خلال فترة المواسم الزراعية وأقام مواقع ومرابض مدفعية له بهدف ابقاء البلدة ومحيطها تحت مرمى نيرانه في المرحلة المقبلة”، مشدداً على أن الجيش يستمر بتسيير دورياته في البلدة وعلى مدار الساعة بهدف الحفاظ على أمن المواطنين وأمانهم.
ميدانياً، أفاد مصدر أمني بأن مواقع “حزب الله” في منطقة الرهوة تعرضت لعمليات عدة من قبل “جيش الفتح” الذي استهدفها أيضاً بصاروخ مباشر موقعاً العديد من القتلى والجرحى بين عناصره، في حين تسمع أصوات القصف في الجرود بشكل واضح في البلدة.
توازياً وبحسب المصدر، قامت وحدات من الجيش قرابة الثالثة من بعد ظهر امس بعمليات قصف مركزة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ لأماكن محددة تقع في جرود رأس بعلبك بعدما رصدت تحركات لمجموعات مسلحة بهدف ابعادها الى الداخل السوري.
الى ذلك، ارتفع عدد قتلى “حزب الله” الى عشرة مع الاعتراف بمصرع علي حسن فنيش من معروب ومحمد حسين جوني من العباسية.