IMLebanon

بماذا وعدَ طلاب القوات والتيار الحكيم والجنرال؟

samir-geagea-4

 

كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”: 

“ما أجملَ أن يجتمع الأخوة تحت سقف واحد”… وتحت سقف حريصا، وفي بيت عَنيا تحديداً، حيث اختارَت “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” بداية المصالحة الميدانية.

نُطَمئن مَن تحَجَّج بتَقاتلِنا لتغييبِنا عن الساحة السياسية بأنّنا سنُزيل عنه هذا العبء

أمّا لماذا بيت عَنيا وهل للمكان رمزية معيّنة؟ فالجواب كان موَحّداً على لسان رئيس مصلحة الطلاب في “القوات” جيرار سمعاني ورئيس قطاع الشباب في “التيار” أنطون سعيد.

إذ قال سمعاني لـ”الجمهورية” إنّ بيتَ عَنيا “له رمزية دينية ووطنية بالنسبة إلى الجانبَين، لقربِه مِن مزار سيّدة لبنان سيّدة حريصا، التي شاءَ الطرفان أن يتمّ اللقاء تحت نظرِها ورعايتها الدائمة، هي التي باركت أبناءَ لبنان واحتضنَتهم بكِلتا يديها منذ آلاف السنين.

وها هم اليوم وبعد قطيعةٍ دامت عشرة أعوام، يَعودان إلى الالتقاء على أمل اللاعودة إلى الوراء، إذ إنّ أيّ تقارُب بين أيّ فريقَين يَصبّ في مصلحة لبنان، سواءٌ أكانا مسيحيَّين أو ينتميان إلى أيّ مذهب آخر”. فيما اعتبَر سعيد “أنّنا أرَدنا اللقاءَ قرب سيّدة حريصا لتكونَ راعيتَنا بعد 10 أعوام مِن القطيعة”.

إلّا أنّ وصولَ جعجع مفاجِئاً الطلّابَ شَكّلَ خطوةً إيجابية أخرى تسَجّلها “القوات اللبنانية” بشخصِ رئيسِها خلال أقلّ مِن شهر، فألقى كلمةً مختصَرة ومعبِّرة شَجّعَ فيها الفريقَين مثنِياً على اللقاء وواعداً بلقاءات أخرى ينضَمّ إليها قوى أخرى حليفة وخصمة.

“بداية تنفيذية لإعلان النوايا”

وكانت بيت عَنيا قد جمعَت أمس رؤساءَ أقسام المناطق ومسؤولي المكاتب داخلَ قطاع الطلّاب، عِلماً أنّ اللقاءَ سيتوسّع في المرحلة المقبلة ليشملَ الطلّاب.

اللقاء بدأ بصلاة في كنيسة سيّدة لبنان، قبل أن يدخل المشاركون إلى قاعة مغلَقة ويَعقدوا خلوةً استمرّت لمدّة نصف ساعة. وفي السياق أوضَح سمعاني لـ”الجمهورية” أنّهم لم يدعوا فرَقاءَ مسيحيّين آخرين “لأنّ هذا اللقاء خُصّص فقط للتعارف بين “القوات” والعونيين بصورةٍ جيّدة وربّما مغايرة للماضي”.

أمّا مستقبلاً، فأكّد أنّه “ستُعقَد بالطبع لقاءات بين الفرَقاء والأحزاب المسيحية الأخرى الحليفة ومع بقيّة الأحزاب لأننا في اجتماعنا اليوم نُكرّس منطقاً واحداً يقول إنّ الحوار هو السبيل الوحيد لحلّ الخلافات، وبصَرفِ النظر عن مشاريعنا السياسية علينا دوماً إيجاد بعض قواسم مشتركة لنستطيع التفاهمَ والبناء عليها”.

وشَدّدَ سمعاني على “أنّنا نريد العمل في السياسة لأنّه من الضروري أن يكون لدينا شبابٌ يعرفُ ماضيَه وتاريخه ويكون له قضية للمستقبل، ولا يمكن أن نكونَ مغيَّبين عن الساحة السياسية بحجّة أنّ هناك فريقين يتقاتلان دائماً، لذلك نُطَمئن مَن تحَجّجَ بهذا العذر لتغييبنا عن الساحة السياسية، بأنّنا سنزيل عنه هذا العبءَ وهذا العذرَ، وسنجتمع ونتّفق من دون أيّ حزازيات مسبَقة، وسيتحاوَر جميعُ طلّابنا في ما بينهم وسيُكسّرون الحواجز”، مشيراً إلى أنّ “بعضَ طلّاب “القوات” لا يَعلم فعلاً كيف يفكّر طلاب “التيار الوطني الحر” والعكس صحيح”. وأضاف أنّ “الجامعات هي مركز الديموقراطية، وإذا لم يستطِع الطالب الانتخاب على صعيد جامعته فكيف سيمكنه الانتخاب على صعيد الوطن”.

فيما ذكَّر سمعاني بعد انتهاء الخلوة بأن “الخبرية باتت حقيقة، ونحن هنا بروحيّة كسَرت تراكمات عمرُها 30 سنة، لذلك هي مبنية على الاحترام المتبادل والعمل على القضايا المشتركة وتنظيم الاختلاف السياسي”، مؤكّداً “أنّنا مصَمّمون على نجاح تجربتنا، واعِدين الحكيم والجنرال بأنّنا سنبقى على قدر المسؤولية لإكمال المسيرة التي بدأناها برعاية وعناية سيّدة حريصا”.

سعيد

أمّا سعيد فقال لـ”الجمهورية” “إنّنا أرَدنا اللقاءَ قربَ سيّدة حريصا لتكونَ راعيتَنا بعد 10 أعوام من القطيعة”، واصفاً اللقاءَ بأنّه “إيجابيّ، بعدما برزَت علامات الارتياح على الفريقَين”. وأوضَح أنّه “حين يكون الجَوّ إيجابياً على مستوى القيادة فإنّه من الطبيعي أن ينعكس على صفوف القاعدة الشعبية”، مؤكّداً في المقابل أنَّ “الحاضرين لم يَحضروا بالقوّة وبأمرٍ مِن قادَتهم، بل هم واعونَ لضرورة الالتقاء للبَدء من نقطة موحَّدة للطرَفين”.

وأشار إلى “نقاط عدّة مشتركة تَجمعهم، وإذا طالبَ فردٌ واحد بها لن يصلَ بمفرده، والأجدر لو نطالب بها مجتمعين فتصل إلى المكان المناسب”. ولفتَ إلى سعيِهم لحصول “انتخابات راقية وديموقراطية في الجامعات وفقَ احترام متبادَل وليس بالتضارب وببيانات نابية”.

وأضاف: “أمّا الموضوع الأساس في اللقاء فهو ضرورة العمل على إجراء هذه الانتخابات في الجامعات اللبنانية والخاصة والاتّفاق على أنّنا إذا خضناها سنخوضها بروح ديموقراطية، على أن يقبلَ الطرَفان بالنتيجة بروح وطنية وأخوية، ولو كانت لمصلحة فريق على حساب فريق آخر، وعلى أساسِها نعمل”.

وأشاد سعيد بـ”الحماسة التي رافقَت الطرفَين خلال اللقاء”، مؤكّداً أنّ “الشباب لم يأتوا رغماً عن إرادتهم، بل هم فعلاً مقتنعون بضرورة اللقاء والتعارف إلّا أنّ هذا لا يَمنع من أنّ التقاربَ السياسي بين القادة يشجّع وينمّي ويوَسّع هذه اللقاءات ويكرّسها لتبقى ثابتة ولا تتزعزع”.

واستنكرَ سعيد الوراثة السياسية للهيئات الطالبية المتوارثة حسب النتائج الأخيرة، مشَدّداً على أنّ الأولوية ستكون السعي الى حصول انتخابات جامعية نظيفة وتطوير الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية.

جعجع

أمّا جعجع فقد وصَل فجأةً إلى بيت عَنيا، فعَقد خلوةً مع الطلّاب بعيداً من الإعلام، بحضور النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات ملحم الرياشي، استمعَ خلالها إلى هواجسهم وطروحاتهم، معلِناً أنّ “الخطوة الأولى لجمعِ القوى السياسية في لبنان هي التقارب الذي يَحصل بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، مؤكّداً “أنّنا سنَستجمع إلى جانبنا قوى أخرى حول برنامج سياسي واضح لنتمكّنَ مِن إيصال أيّ طرح مستقبلي”، موضحاً أنّ “ما نقوم به ليس مجرّد خطوةً تكتيكية لها علاقة ببعض المواضيع المطروحة في الوقت الراهن، بمقدار ما هي خطوة على مستوى أكبر وتاريخية”.

ورأى أنّ “تجميعَ القوى السياسية هو الوحيد القادر على تغيير الوضع في لبنان، باعتبار أنّ إحدى مشاكلنا الكبيرة هي تشرذم الفرَقاء السياسيين في البلد”. وقال: “إذا لم تتوافَر قوى سياسية كبرى تجتمع على أهداف مشترَكة، فلن تدفعَ الأمور نحو الأمام، وجميعُنا يملك أحلاماً كبيرة نَطمح إلى تحقيقها مستقبلاً”.

يبقى القول إنّ “الحكيم” سَجّلَ خلال شهر مفاجأتين ونقطتين في مرمى التيار، على أمل أن تكونَ الثالثة ثابتة في الرابية أو في معراب، فلا فرقَ، حسب تعليق أحد الشباب: “ألم يقُلِ الجنرال أنْ لا فرقَ في الزمان والمكان… فقد سَقطت الحواجز”.