IMLebanon

“فتح” تردّ بعنف على هجوم “جند الشام”…هل اقترب الحسم؟

ain el helwe

 

كتب علي داود في صجيفة “الجمهورية”:

لم يستمرّ الهدوء الحذِر في مخيّم عين الحلوة طويلاً، إذ بَعد أقلّ من 24 ساعة على وقف إطلاق النار الذي تمّ الاتفاق عليه في مسجد النور، عادت الاشتباكات وبعُنف على المحاور الأربعة: محور الطوارئ – البركسات، محور الطوارئ – بستان القدس، محور الطيري – كتيبة شهداء شاتيلا، ومحور حطّين – جبل الحليب، في وقتٍ نشَطت الاتصالات اللبنانية – الفلسطينية لإعلان وقف إطلاق النار.

بدأت المواجهات نتيجة هجوم مزدوج شنّته جماعة «جند الشام» على منطقتي البركسات وبستان القدس، معقل «فتح»، فردَّت الحركة بقوة ناريّة غزيرة، واندلعَت اشتباكات عنيفة استخدِمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وطاوَلت منطقتَي الفوار ودوّار الاميركان.

وطاولَ رصاص القنص أيضاً الأوتوستراد الشرقي لمدينة صيدا ومحيط المخيّم، في وقتٍ سُمعت أصداء القذائف في أماكن بعيدة عن المخيم، فيما استخدمت الجماعات التكفيرية للمرّة الأولى القنابل المضيئة. وعلى رغم إطلاق الدعوات عبر الجوامع لوقفِ إطلاق النار، إلّا أنّها لم تلقَ آذاناً صاغية لدى الجماعات التكفيرية.

وسُجّلت اشتباكات محتدمة في بستان القدس وحي الطيري وحي الطوارئ وتعمير عين الحلوة المتداخل بين المخيّم والجوار اللبناني. وسَقطت قذيفة فوق السراي الحكومي في صيدا، لجِهة الدوّار العربي. واشتعلت محطة جلول في منطقة تعمير عين الحلوة.

وأوضحَ مصدر فلسطيني فتحاوي لـ«الجمهورية» أنّ «الإرهابيين ينطلقون من الجوامع لإطلاق النار على مراكز «فتح»، لأنّ الحركة لا تزال ممسِكة بزمام المبادرة حتى الساعة».

إلى ذلك، نفَت مصادر فتحاوية أخرى عبر «الجمهورية» إصابةَ قائد القوّة الأمنية المشتركة اللواء منير المقدح، مؤكّدةً بقاءَه في عين الحلوة وإجراءَه اتّصالات مع جميع المراجع الأمنية والسياسية من أجل تهدئة الوضع وإعلان وقف إطلاق النار.

وأكّدَت المصادر أنّ حركة «فتح» جاهزة لأيّ مواجهة ضدّ التنظيمات المتطرّفة لكنّها تمارس أعلى درجات ضبط النفس لعَدم إغراق المخيّم في مواجهات دموية.

وعلى الأثر، قطعَ الجيش كلَّ الطرُق المؤدّية إلى المخيّم واتّخذ تدابير مشدّدة في مختلف مراكزه المحيطة بعين الحلوة حفاظاً على حياة المواطنين وتحَسّباً لأيّ طارئ.

أمّا القوى الأمنية اللبنانية فقد منَعت المرور على جسر الأولي لجهة كنعان حفاظاً على سلامة المارّة وحوَّلت السير في اتّجاه الطريق البحري البعيد نسبياً عن الأوتوستراد الشرقي.

وقد أدَّت الاشتباكات الى مقتل العنصر في «فتح» فادي خضير وسقوط عدد من الجرحى، واحتراقِ منزل الملقّب «أبي الطربوش»، ودفعَت الى نزوح العديد من العائلات، وقد ناشد الاهالي المتقاتلين البدء بهدنة. وليلاً أعلنت بلدية صيدا عن فتح أبوابها امام العائلات النازحة، وكلفت فرقها المختصة تقديم المساعدات اللوجستية اللازمة لهم.

«إتّفاق هشّ»

وكانت مصادر على صِلة بالتوصّل إلى الاتفاق أكّدت لـ«الجمهورية» أنّ الاتفاق «هشٌّ ما دامت الجماعات التكفيرية تقيم في مربّعاتها وتتأهّب لجولات أخرى من القتال لاستهداف «فتح» التي تمكّنَت من إفشال مخططات الجماعات الإرهابية وردِّها إلى جحورها».

وقد اتّضَح أنّ أضرارَ الاشتباكات التي اندلعَت منذ أيام كبيرةٌ في المنازل والسيارات، وأنّ الجماعات الإرهابية أطلقَت النيران بغزارة على حيّ التعمير حيث بدَت الأضرار فادحة، كما أنّ الأضرار ظهرَت بوضوح في الحيّ الفوقاني.

واحتجاجاً على الأضرار، أقفلَ عدد من أهالي منطقة القدس الشارعَ الرئيس في الحيّ التحتاني بالعوائق الحديدية، مطالبين بالتعويض عليهم.

وفي سياق جنوبي آخَر، أوقفَت شعبة معلومات الأمن العام في الجنوب، السوري (عمر.أ) في ميدنة صيدا، للاشتباه بقتاله سابقاً في سوريا إلى جانب الجماعات المسلّحة وتواصُلِه مع عناصر من «جبهة النصرة» في جرود عرسال.