IMLebanon

انتخاب الرئيس قبل التسوية الشاملة!

kerry-lavrov

 

 

أكدت مصادر سياسية متابعة للمستجدات على الساحة اللبنانية وخصوصاً السياسية منها ان المرحلة الراهنة تشهد خلط أوراق لا بد ان ينتج اعادة تموضع جديدة لبعض التحالفات والقيادات.

المصادر، وفي حديث لـ”المركزية”، اعتبرت عملية التراشق بالاتهامات، الدائرة بين القوى وحتى ما بين قيادات الصف الواحد جزءاً من هذه المرحلة وخطا الزاميا لبلوغ النهائيات التي يدفع في اتجاهها ايضاً الحراك المطلبي الشعبي الذي يشهده وسط بيروت ويتمدد في اتجاه المحافظات والمناطق.

ورأت أن ما يجري فيه نوعاً من عملية تسجيل نقاط في مرحلة انتظار انتقالية، تستوجب هذا النوع من التصرف والسلوك ريثما يحين أوان الحلول والمقايضات الفعلية واسقاط المصابين او الضعفاء بالضربات النهائية والقاتلة.

وتضع المصادر ما يجري على هذا الصعيد في إطار الكباش الروسي – الأميركي الجاري في المنطقة، وترى انه في وقت يمضي الروس في تثبيت وجودهم السياسي والعسكري في سوريا او على الأقل في مناطق سيطرة النظام والرئيس بشار الأسد تحديداً والإمساك بالقرار السوري والارض عبر نشر المزيد من المقاتلين، تعمل الولايات المتحدة الأميركية على توسيع حراكها على الساحة اللبنانية وتوفير العناية والرعاية اللازمتين اللتين تحظى بهما المؤسسات الرسمية من دستورية وعسكرية لتطالا الحراك المدني المطلبي، اضافة الى التدخل في الكثير من القضايا والملفات.

من هنا تقول المصادر، صحيح ان هذا المسار من شأنه ان يؤدي الى بلوغ النهاية اي الحل للازمة اللبنانية، لكن طريق هذا المسار طويل ولن يكون سهلا ومعبدا كما يحلو للبعض التصوير والقول، اذ ستكون مقرونة ببلوغ العديد من الصعاب والمحطات أولها الملفات الشائكة وفي مقدمها المطروح على بساط البحث والنقاش على طاولة الحوار التي عقدت جلستها الأولى في المجلس النيابي في التاسع من الجاري.

أما ثانيها الحراك الشعبي المطلبي المنادي بالتغيير ومحاسبة المسؤولين عن ملفات النفايات والكهرباء وهدر وسرقة المال العام.

وترى المصادر ان من الصعب جداً انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل بلورة الصورة النهائية لما ستؤول اليه نتائج الحوار من جهة والحراك المدني من جهة ثانية، لأن الخوف كبير جداً من حرف الحراك الشعبي في اتجاه قصر بعبدا والرئيس الجديد في حال انتخابه من دون تسوية سياسية جديدة وشاملة تحظى بقبول ورضى كل المكونات المعنية من سياسية ومدنية.

وتختم المصادر ان من الآن وحتى بلوغ اوان التسوية المطلوبة، هناك الكثير من الوقت وسيبقى لبنان يتخبط في ازماته الراهنة وان تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فهو لن يكون قادراً على التغيير، انما سيكون كمن سبقه لإدارة الأزمة وتمرير المرحلة.