IMLebanon

عودة الدولار القوي وتراجع اليورو والذهب

Euro-Dollar-Diff
طوني رزق
تراجعت البطالة الأميركية الى 5 في المئة وزادت الاجور في الساعة الى أعلى مستوى في تسعة اعوام. إنها الاشارة التي كان ينتظرها الاحتياطي الفدرالي الأميركي لرفع اسعار الفائدة من الصفر في المئة. ولم تتأخر الاسواق لتُقبل على شراء الدولار على حساب اليورو والذهب وعملات رئيسية أخرى.
تأثرت الاسواق العالمية أمس بالبيانات الاميركية القوية التي أكدت عودة الاقتصاد الاميركي الى الانتعاش بشكل لافت، بما يستدعي رفعاً وشيكاً لأسعار الفائدة الاميركية في فترة لا تتجاوز نهاية العام الجاري.

فقد جاءت بيانات الوظائف الاميركية الجديدة، والتي تراجعت معها نسبة البطالة في الولايات المتحدة الاميركية الى 5 في المئة، وهي النسبة الادنى منذ سبعة اعوام، مترافقة مع ارتفاع الاجور في الساعة الى اعلى مستوى لها في تسعة اعوام.

وقد قرأت الاسواق جيداً هذا التطور المرتقب، فتراجع اليورو الى 1,07 دولار، والذهب الى 1085 دولاراً للاونصة. كذلك تراجع النفط في نيويورك الى 44 دولاراً للبرميل، كما ارتفع الدولار بشكل لافت على الفرنك السويسري.

ويبدو الاحتياطي الفدرالي الاميركي الآن في أقرب نقطة نحو رفع اسعار الفائدة التي بقيت ثابتة لعقد من الزمن قرب الصفر في المئة.

وبذلك، تحوّلت الاسواق أمس الى اتجاهات جديدة يتوقع ان تترك اثراً كبيراً في اسعار العملات الرئيسية وفي اسعار الذهب والنفط.

اضافة الى أزمة كبيرة على مستوى الاسواق الناشئة التي سوف تشهد ما كانت تتهيّب بلوغه، وهي عودة الاموال الكبيرة للهجرة الى الاسواق الأميركية للافادة من الفائدة على الدولار الاميركي، ومن قوة الدولار على حد سواء. وسوف تعود توقعات هبوط النفط الى 20 دولاراً والذهب الى 800 دولار واليورو الى الدولار الواحد بقوّة مع اقتراب موعد رفع الفائدة الأميركية.

ولكنّ السؤال اليوم هل يستطيع العالم تحمّل ايّ رفع لأسعار الفائدة الاميركية؟ واذا تمّ رفع الفائدة بنسبة 0,25 في المئة فإنّ مجرد القيام بذلك سوف يبعث برسالة الى العالم الى انّ الديون سوف تصبح ذات كلفة أعلى في وقت توقّفت فيه عمليات ضخ الاموال، أي تراجعت السيولة المالية والنقدية. وتجدر الاشارة الى انّ الديون العالمية تضاعفت بين عامَي 2008 و2014 وسوف يكون الوقع أقوى على دول الاسواق الناشئة.