IMLebanon

عوامل اقليمية فرملت التسوية!

sleiman-frangieh-and-saad-al-hariri

قالت أوساط سياسية مواكبة للاتصالات المتواصلة على مستوى تذليل العقبات وتجاوز المطبات الحائلة دون إيصال قطار التسوية الى محطة انتخاب الرئيس لـ”المركزية”، صحيح ان عقد الداخل كثيرة وتحول دون احراز التقدم المنشود، لكن الصحيح ايضا ان الاندفاعة الاقليمية التي رافقت مرحلة اقلاع التسوية، تبدو تلاشت او على الاقل بردت، في انتظار تظهّر طبيعة بعض المعطيات المستجدة على المسرحين الاقليمي والدولي بدءا من مؤتمر الرياض الى اجتماعات باريس ونيويورك في شأن الملف السوري. لكن الاهم، وفق ما تكشف الاوساط، يتصل بسعي غربي جدي لانشاء لجنتين مشتركتين سعودية – ايرانية الاولى سياسية والثانية أمنية لبدء اجتماعات في عُمان تتركز على البحث في سبل الوصول الى حلول لحُزم المشكلات العالقة بين الدولتين على المستويات كافة، والتي تشكل سببا رئيسيا في الكثير من الازمات الدائرة في عدد من دول المنطقة بحيث يكون حلّها نقطة ارتكاز اساسية لمواكبة مشروع التسوية الكبرى الجاري العمل عليها في المحادثات الدولية في فيينا بالامس ونيويورك قريبا، خصوصا بعدما وضعت الازمة السورية على نار الحل السريع الذي يفترض وضع حد للصراع الدموي المستمر منذ خمسة اعوام من دون توقف، والانصراف الى توحيد الجهود الاقليمية والدولية لمواجهة التنظيمات الارهابية التي تعمل الاردن على تصنيفها بتوكيل من المتحاورين في فيينا، وفي طليعتها ” داعش”.

وتربط الاوساط بين هذا التوجه الذي يحظى برعاية دولية نسبة للتعويل الواسع على نتائجه وبين التسوية الرئاسية لتقول، انها لم تتوقف ولا سقطت كما يشاع، على رغم تعرضها لانتكاسات في الداخل، بل جمدّت في انتظار مزيد من اتضاح المشهد الاقليمي وما قد تؤول اليه حركة الاجتماعات المكوكية في العواصم العربية والغربية، وتحريكها يحتاج الى قوة دفع من الطرفين الاقليميين المؤثرين، المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، اللتين ساهمتا في انتاج التسوية على قاعدة ضرورة طي ملف ازمة لبنان خشية تعرضه لانتكاسة امنية تهز استقراره، في زمن المحادثات السلمية والتسويات السياسية وانتهاء الحروب،الا انهما على ما يبدو يتريثان، حتى متى نضجت المفاوضات وتظهر الخيط الابيض من الاسود تصبح الصورة اوضح لجهة المكاسب التي سيحصلان عليها في التسويات الاقليمية .

وتعزو الاوساط تريث “حزب الله” في ابداء موقفه مما يجري الى التطورات المشار اليها، خصوصا ان التسوية فاجأته ووضعته في موقف محرج بين شاقوفي استمرار دعم ترشح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون الذي لم يتمكن بعد عام ونصف العام من ان ينتخب رئيسا وبين حليفه المسيحي الزغرتاوي الذي توافرت كل عناصر ومقومات ايصاله الى بعبدا لا سيما الدولية منها.

وتختم الاوساط بالاشارة الى ان التسوية ما زالت قائمة حتى الساعة وتخضع لعمليات تجميلية علّها تصل خواتيمها ما دام طرح رئيس التحدي سقط “بمرور الزمن”، الا ان السؤال يطرح عما اذا كانت عراقيل “رؤساء التحدي” لرئيس التسوية ستقود في نهاية المطاف الى الرئيس التوافقي.