IMLebanon

من تخلّى عمّن… الحكمة أم أبو شقرا؟

sagesse

 

تقرير خالد مجاعص

شاء قدر كرة السلّة اللبنانيّة وفريقها الأعرق نادي الحكمة أن يكون لهما قبل كلّ انطلاق موسم موعداً مع أزمة أو معاناة. فمنذ رحيل أنطوان الشويري، دخل فريق الحكمة في قلب عاصفة تقاذفت فيها الأزمات والانتفاضات والمشاكل الإداريّة والصعوبات الماليّة.

وجديد الحكمة اليوم، وبالعاميّة “انتظرناها من الشرق فأتت من الغرب”، حيث كانت كلّ السيناريوهات متوقّعة، ما عدا السيناريو الذي هبط كالصاعقة على جمهور الفريق الأخضر، عندما علموا بالفراق بين النادي والمدرّب. فما لم يتوقّعه أحد حصل وشكّل صدمة ومفاجأة ضخمة جدّاً، كون المدرّب فؤاد أبو شقرا يعتبر من أعمدة كرة السلّة اللبنانيّة، وباني فريق الحكمة في السنوات الأخيرة، وله اليدّ في ترتيب بناء إدارته السابقة والحاليّة.

فما الذي جرى لتتبدّل الأمور وتنقلب رأساً على عقب؟ أسئلة كثيرة سيكون من الصعب الإجابة عنها، خصوصاً وأنّ الطرفين ملتزمان بصمت مطبق كونهما وليدة رحم واحد. ومن باب الاستنتاج، كانت هناك إشاعات بأنّ قطيعة وقعت بين رئيس النادي المستقيل نديم حكيم والمدرّب أبو شقرا منذ ما قبل نهاية الموسم الماضي، وهذه القطيعة لم تكن على علم بها سوى حلقة ضيّقة من المقرّبين جدّاً من الاثنين معاً.

فمن الأمور التي أزعجت المدرّب الخبير فؤاد أبو شقرا وساهمت في إيصال الوضع  المتأزّم بينهما إلى ما وصل إليه، هو أنّه  كان ينتظر الشكر والامتنان على ما  قام به  طوال سنوات في تأمين بناء فريق منافس، حيث كان يستوعب وحيداً ومراراً  كلّ المشاكل عبر تدويره الزوايا وعبر إبعاد الفريق فنيّاً عن الصراعات والمشاكل الماديّة والإداريّة والمعنويّة التي كانت الخبز اليوميّ في إدارات الحكمة في السنوات الأخيرة. فأبو شقرا ممتعض من  تدخّلات البعض في أمور فنيّة في غير محلّها وعدم ثقتهم به. وفي المعلومات، أنّ خسارة الحكمة خلال بطولة الراحل هنري شلهوب أمام الهوبس فجّرت الخلافات إلى العلن، حيث أنّ الخلافات  كانت محصورة في مجالس ضيّقة جدّاً، فكان خروج الحكمة من البطولة أمام بيبلوس هي القشّة التي قصمت ظهر البعير.

فالسؤال الكبير المطروح اليوم: إلى أين ستؤول الأمور بين المدرّب واللجنة الإداريّة،  خصوصاً وأنّ إشاعات تقول إنّ الرئيس نديم حكيم قد يعود قريباً عن استقالته؟ فهل عودة حكيم إذا حصلت، ستعيد المدرّب أبو شقرا إلى رئاسة الجهاز الفنّي مع صلاحيّات أوسع وميزانيّة تسمح له بالتعاقد مع لاعبين أجانب من ذوي المستوى العالي جدّاً؟ وهذا  ما هو مرجّح. أم أنّ الوضع ذاهب إلى طلاق مارونيّ كلّ في طريقه؟ وعندها كيف ستسوّى الأمور، خصوصاً وأنّ للمدرّب مبالغ في ذمّة النادي وله عقد يمتدّ لثلاث سنوات مقبلة؟ فهل تصل الأمور بينهما إلى محكمة الفيبا ليكون لها حكم الفصل بينهما… أم أنّ كلّ ما جرى هو سيناريو قد ينتهي على الطريقة اللبنانيّة.

December 8, 2015 01:25 PM