IMLebanon

البترون: حركة عيد الميلاد خجولة

batrounChristmas
لمياء شديد

لم توفر الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والبلديات جهدا لإضفاء أجواء من الفرح والبهجة في شهر الأعياد باعتبار ان ذلك يساهم في خلق حركة تجارية وسياحية، فزينة الأعياد وإضاءة أشجار الميلاد عمت القرى والبلدات، والأضواء الميلادية لفت الشوارع والطرق والساحات العامة على امتداد قضاء البترون، بالإضافة إلى إقامة مغارات الميلاد أمام الكنائس وفي الباحات الخارجية وعند مداخل القرى والبلدات. هذا في أجواء الميلاد ومظاهر الأعياد، أما في ما يتعلق بحركة الأسواق فلا تزال خجولة والموسم لم يحرك العجلة الاقتصادية بالشكل المطلوب حتى الآن، فالتنزيلات تستقبل الزبائن على واجهات المحال بنسب متفاوتة لقناعة لدى أصحابها أن هذه الخطوة قد تساعد في تشجيع المواطنين على الشراء، واللافت ان محال الألبسة والأحذية، خصوصا المخصص منها للأولاد لجأت الى تخفيض الأسعار لجذب البترونيين، أو أبناء المناطق المجاورة.
وينتظر التجار وأصحاب المحال الاسبوع الأخير الذي يسبق العيد على أمل تسجيل نسبة عالية من المبيعات كما في كل عام، فيما تأسف جيني حشاش (صاحبة محل عطورات ومستحضرات تجميل ومجوهرات وهدايا العيد) «لانعدام الحركة حتى الآن»، مشيرة الى أن «المحال خالية من الزبائن وهذا نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه اللبنانيون عموماً، والبترونيون خصوصاً»، لكنها تأمل ان «تبدأ الحركة بالتحسن يوما بعد يوم مع اقتراب العيد».
ويوضح رئيس «جمعية تجار البترون» روك عطيه لـ «السفير» أن الحركة بدأت تتحسن تدريجيا في اسواق البترون بعدما كانت خفيفة في بداية الشهر الحالي. وقد تكون محال الالبسة والاحذية ومستلزمات العيد، إضافة الى المأكولات والمشروبات وضيافة العيد والحلوى، هي التي تشهد حركة ناشطة مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة. لن نقول إن الوضع في أسواقنا مذهل والحركة جيدة، لكن علينا أن لا ننسى أن هناك أوضاعا استثنائية يعيشها لبنان ومعه اللبنانيون على كل المستويات. ونحن برغم كل شيء نقوم بواجباتنا لكي يعيش أبناء المنطقة أجواء العيد من خلال الزينة وإضاءة الشجرة التي أقمناها بالتعاون مع بلدية البترون. وفي هذا الإطار أعلنت الجمعية عن فرصة ربح بطاقة مدفوعة مسبقا بقيمة 500 دولار من بطاقتين خلال فترة الأعياد. ودعت لاستعمال بطاقة تجار البترون للتسوق من اسواقها. وأكد عطيه أن «المشروع يهدف الى تشجيع الحركة التجارية والتسوق من الاسواق خلال فترة الأعياد».
هذا على المستوى الاقتصادي والتجاري، إلا أن المؤسسات السياحية بدأت تشهد إقبالا على الحجوزات لسهرات الأعياد وكذلك حركة الفنادق بدأت تتصاعد مع اقتراب موعد الأعياد، ويعود ذلك، كما يقول رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك، «الى الأحداث التي تحصل في الدول الاوروبية وفي محيطنا حيث عدل المواطنون هذا العام عن السفر الى الخارج لتمضية عطلة الأعياد وفضلوا البقاء في لبنان». ويقول لـ «السفير»: «برغم الأوضاع الصعبة والحرجة التي نعيشها على المستويين السياسي والاقتصادي، هناك أصداء إيجابية تشير الى حركة سياحية لا بأس بها نتيجة الاستقرار الامني في لبنان الذي يبقى اكثر استقرارا من الدول الاخرى. ونحن كبلدية قمنا بواجباتنا لتأمين أفضل الاجواء في شهر الأعياد، بالإضافة الى السهر على أمن المواطنين وراحتهم خلال تجولهم في المدينة. أملنا أن تمر الأعياد بهدوء على مدينتنا والمنطقة ونتطلع الى مستقبل أكثر استقرارا أمنيا وسياسيا لكي نتمكن من استقطاب المزيد من السياح اللبنانيين والمغتربين من محبي البترون».
من جهة أخرى، تشهد الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية حركة ناشطة على مستوى الاحتفالات الميلادية التي تطال العجزة والمحتاجين والاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة لإدخال البهجة والفرحة الى قلوبهم. كما تقام معارض المونة والأشغال اليدوية وحلوى الاعياد والزينة والحفلات الترفيهية التي يتخللها حضور لبابا نويل وتوزيع الهدايا.