IMLebanon

لبنان استضاف المنتدى العربي للبحث العلمي

ArabForumScientificResearch
استضاف لبنان الدورة الثالثة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة الذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الالكسو”، بالتعاون مع “مؤسسة رفيق الحريري” ولجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا “الاسكوا” والمنظمة الاسلامسة للتربية والعلوم الثقافية “الايسيسكو” والاتحاد العام لغرف الصناعة والتجارة والزراعة للبلاد العربية والمعهد المغاربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية واللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والثقافة والعلوم، للسنة الثالثة على التوالي بعد تونس وإمارة الشارقة.

عقد المنتدى في مقر الاتحاد العام لغرف الصناعة والتجارة والزراعة للبلاد العربية في مبنى عدنان القصار في بيروت، برعاية وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج، في حضور الدكتور محمد سلهب ممثلا الرئيس ميشال سليمان، النائب محمد الحجار ممثلا الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، هدى بهيج طبارة ممثلة رئيسة مؤسسة رفيق الحريري نازك الحريري، المديرةالعامة لمؤسسة رفيق الحريري سلوى السنيورة بعاصيري، رئيس جامعة رفيق الحريري الدكتور رياض شديد، الامينة العامة للجنة الوطنية للتربية والثقافة زهيدة جبور، نائب رئيس مجلس ادارة شركة “سوليدير” ماهر بيضون وممثلين عن الجهات المنظمة وباحثين من لبنان والدول العربية والغربية وشخصيات اقتصادية وثقافية واساتذة جامعات.

اتحاد غرف الصناعة
بعد النشيد الوطني، تحدث الامين العام للاتحاد العام لغرف الصناعة والتجارة في الغرف العربية الدكتور عماد شهاب الذي نقل تحيات رئيس الاتحاد عدنان القصار، وأشار الى ان “الهدف من هذا المنتدى هو تكريس الربط بين البحث العلمي والتنمية المستدامة في العالم العربي، وأهميته تكمن في انه يجمع اهم المؤسسات العربية والدولية من اجل تنسيق الجهود”، لافتا الى ان “البحث العلمي الحقيقي والمعمق لم يحقق حتى الان البعد المطلوب من الدول العربية وان المسألة لا تقتصر على الانفاق فحسب بل بتوحيد الجهود لخدمة التنمية المستدامة”.

الكسو
ثم تحدث المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الكسو” الدكتور عبد الباري القدسي، فشدد على “أهمية دور البحث العلمي”، منوها بما “وصلت اليه مراكز الابحاث التعليمية ودعم الجامعة العربية لها وكذلك المنظمة العربية للثقافة والعلوم واهتمامها بالموضوع”، لافتا الى “وجود صعوبات في هذا الصدد وهذا ما اجمعت عليه المحافل في كافة الدول”، مؤكدا “ضرورة الاهتمام والنهوض به وحماية الملكية الفكرية وتطوير مراكز وهيئات البحث العلمي في الوطن العربي”.

بعاصيري
بدورها، قالت بعاصيري: “انطلاقا من قناعة راسخة تولدت لدى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هي محورية العمل العربي المشترك سبيلا للنهوض بالدول العربية وسعيا لتقدمها، وارتكازا على ما بذله الرئيس الشهيد من جهود غير مسبوقة لنشر العلم وتعميمه في صفوف الشباب، ترانا نحن مؤسسة رفيق الحريري ننخرط الى جانب شركاء عدة، في مقدمهم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في اطار نشاط عربي مشترك يتخذ من العلم وابحاثه ركيزة اساس للتنمية، ومن تناسق الجهود وتكاملها منارة لانتشار البحث العلمي واستدامة مفاعيله”.

أضافت: “موضوع المنتدى ينبع من كون التحولات العميقة والتغيرات الكثيرة التي تشهدها مجتمعاتنا العربية على اكثر من صعيد، اضحت تستوجب منح العلم صدارة الاهتمام والدور. ولانه اصبح واجبا وحاجة ملحة ان يتكثف العمل على تأصيل العلوم وتقنياتها عربيا، بحثا وانتاجا وتطبيقا، لجعلها تواكب القضايا الشائكة التي تعصف بمجتمعاتنا وفي مقدمها الفقر والامية والبطالة والعنف وموجات التهجير واللجوء والتردي البيئي وانحسار الامن الغذائي والصحي وانعدام الاستقرار والازدهار الاقتصادي، بات ملحا ان يتغلغل العلم في نسيج مختلف الحقول والمجالات كجزء من نشاط اوسع نطاقا يهدف الى ابتداع الحلول الكفيلة بوقف النزف علنا ننهض من كبوة طالت الاستكانة لها ونعمل على ارساء الاستقرار الامني والسياسي والازدهار الاقتصادي وتفعيل التطور الاجتماعي”.

وتابعت: “ان توسعة العلاقة الترابطية بين العلم والمجتمع وتعميمها يرتكز على مدى وضع العلوم وتقاناتها في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وبقدر ما ينجح العلم في اعتماد رؤية انسانية شاملة بقدر ما تنعم المجتمعات بخيرات العلم ومنجزاته بطرق مستدامة. لقد أقرت الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول الفائت اهداف التنمية المستدامة للعام 2030، لتكون تلك الاهداف استنساخا لسابقاتها التي استحقت بحلول العام 2015 دون تحقيق جل اغراضها، بل لتؤكد ان التنمية المستدامة في بنيتها وهيكليها، وهذا ما هو مأمول ان تتفوق به اجندة اهداف التنمية المستدامة للعام 2030 على سابقتها”.

ورأت ان “تطوير البحث العلمي، وتوظيفه في تحقيق التنمية المستدامة، هو مسؤولية وطنية لم يعد من المقبول ألا تحتل صدارة الاوليات الوطنية في كل من دولنا العربية. وفي حال السير بها ستؤول الى خلق مساحة متسعة للعمل العربي المشترك الهادف والبناء، والذي سيعود بالازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي على جميع الاطراف”.

جبور
أما جبور فأشارت الى أن “هناك سلسلة من الاحصاءات تشير الى وجود 170 مشكلة عالمية في هذا الموضوع ولعالمنا العربي الحصة الكبيرة منها”، منوهة ب”التغيرات التي احدثتها الثروة التكنولوجية”، معتبرة أن “المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الباحثين في الجامعات والمجتمعات الاكاديمية والمدنية”، داعية الى “ضرورة ادخال التكنولوجيا ومواكبتها التطورات في مجال العلوم الانسانية”.

وشددت على “ضرورة ادراك الحكومات اهمية البحث العلمي والتنمية المستدامة”، لافتة الى أن “آخر الاحصاءات تشير الى ان نسبة انتاج العرب للبحث العلمي لا تتعدى 3 بالمئة والسبب عدم اهتمام الحكومات وعامل الهجرة”، داعية الى “قيام شراكات بين مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات التي تعنى بالبحث العلمي والتنسيق التام لتحقيق التنمية المستدامة”.

فريحات
وأكد مدير ادارة التكنولوجيا في “الاسكوا” الدكتور حيدر فريحات “أهمية البحث العلمي في العامل الاقتصادي في القرن الحالي لا سيما في صنع سياسات التنمية المستدامة العصرية”، متسائلا عن “دور المنطقة العربية من حضور المعرفة والتي تساهم في تطوير التنمية المستدامة”.

وأبدى قلقه من “تزايد ظروف معينة على المنطقة ومنها زيادة عدد اللاجئين”، داعيا الى “تضافر الجهود، وضرورة قيام الاسكوا بأبحاث مبتكرة من خلال شراكتها الاستراتيجية لتسهيل تبادل المعرفة”.

السائح
وشدد مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة “الكسو” فرج السائح على دور المنظمة في “تطوير البحث العلمي ورفع مستوى أدائه، ومنه هذا المنتدى السنوي”.

دو فريج
من جهته، نوه دو فريج ب”اختيار الموضوعات التي سيناقشها المنتدى”، مشددا على “ضرورة تعزيز جودة البحث والتطوير وإرساء تشريعات وطنية تدعم ذلك”، مؤكدا “ضرورة وضع واعتماد مؤشرات جدية للبحث العلمي وتحديد دور التكنولوجيا وتحقيق الغايات المرجوة وتعزيز العلاقات بين العلم والبحث والتطوير وسياسات التنمية المستدامة”.

وتطرق الى موضوع التغيير المناخي، فأشار الى ان “هذا التغيير وبالوتيرة التي يسير بها سوف يؤدي الى كوارث طبيعية تلحق ضررا بالانسانية”. وقال: “لا يجوز بعد اليوم ان ينحصر دور التنظيم المدني بتأمين البنى التحتية اللازمة لزيادة عدد سكان المدن الكبرى انما عليه مهمة اساسية تتمثل بإبراز اهمية الارياف وتأمين مقومات العيش فيها”.

ودعا الى “وضع مقاربات الابحاث في العلوم الانسانية بشكل حديث وعصري وارساء شبكات عربية للابحاث ووضع المحتوى الرقمي للبحوث العلمية باللغة العربية”، لافتا الى ان “الدراسات الحديثة قدرت سوق المحتوى الرقمي لعام 2011 بنحو ثلاثة الاف مليار دولار ومن المتوقع ان يصل الى ثلاثة الاف وثمانمئة مليار دولار في 2015”.

وقال: “من لديه الشجاعة والعزم يمكنه ان يصنع الكثير. ان عجز مجتماعاتنا العربية على اللحاق بركب المعرفة والبحث العلمي والتطوير هو نفسي لا ارادي. ونحن ما زلنا بحاجة الى الكثير، فالارادة موجودة لكنها غائبة عند المعنيين”.

توزيع جوائز
بعد ذلك، وزعت جوائز “الابداع للشباب العربي” على الفائزين، ونال الجائزة الاولى وقدرها عشرة الاف دولار من مصر الدكتور الباحث حسن احمد شكري، والجائزة الثانية وقدرها ستة الاف دولار الدكتورة الباحثة من المملكة العربية السعودية نهى الحبشي قدمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة.

جلسات اليوم الاول
وافتتح المنتدى برنامج عمله في يومه الاول فعقد 4 جلسات، حملت الاولى عنوان “واقع البحث العلمي والتطوير في الوطن العربي”، وركزت على الروابط العلمية استنادا الى جملة من الامثلة وعلى روابط اخرى منها المعلوماتية ورابطة مجلس البحث العلمي العربي واهمية توحيد قوانين البحث العربي وانشاء استراتيجية عربية للبحث العلمي وتفعيلها.

أدار الجلسة نائب رئيس جامعة الروح القدس الكسليك الدكتور نعيم عويني، وتحدث فيها الامين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي في السودان مبارك محمد علي مجذوب والامين العام لاتحاد التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان الدكتور أحمد الجمال.

وأدار الجلسة الثانية الجمال، وتحدث فيها مدير عام المعهد المغاربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية في ليبيا فرج السائح ونائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين ومنسقة البرامج في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية الدكتورة هنا عضام الغالي من الجامعة الاميركية في بيروت.

حملت الجلسة عنوان “الحوكمة وجودة البحث والتطوير”، وركزت على استخدام اللغة العربية في البحث العربي وشراكة القطاع لخاص وتطبيق الدول العربية لمشروع الحوكمة ودورها في التنمية المستدامة وانعكاسات المنشورات العلمية على الواقع الاقتصادي للبلدان.

اما الجلسة الثالثة فانعقدت تحت عنوان” البحث العلمي والتطوير في خدمة سياسات التنمية المستدامة”، وناقشت سياسات التكنولوجيا والابتكار لتحقيق اقتصاد المعرفة الشمولي، وسلطت الضوء على السياست المتبعة في الدول العربية على المستوى الوطني. وتحدث فيها المدير التنفيذي لمركز الاسكوا في الاردن الدكتور فؤاد مراد والمدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي الدكتور عبد الستار الطائي والخبير في قضايا التكنلوجيا الدكتور سامي الخيمي ومن قاعدة البيانات العربية والرقمية في الاردن والدكتور نجيب الشربجي وخبير العلوم والتكنلوجيا في الاسكوا لبنان الدكتور عمر البزري.

وناقشت الجلسة الاخيرة موضوع” تعزيز الترابط بين العلم والبحث والتطوير وسياسات التنمية المستدامة، وادارتها رئيسة قسم سياسة الغذاء والبيئة في الاسكوا الدكتورة ريم النجداوي، وتحدث فيها المستشار في قضايا العلم والتكنولوجيا في لبنان الدكتور حسن الشريف والمسؤول الاقليمي لترابط العلم في البحرين عبد المنعم محمد ومدير المركز الدولي للبحوث الزراعية الدكتور حسن مشلب ومستشار شبكة “سويبنت” في تونس انيس اسماعيل ومدير مشروع قسم الطاقة قي الاسكوا المهندس عماد سليمان.