IMLebanon

”حزب الله” يحاصر “التسوية” بشروطه

sleiman-frangieh-hassan-nasrallah

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّه اذا كانت التسوية الرئاسية التي تمخّضت عن “لقاء باريس” الشهير أُدخلت أيامٍ بعد إبصارها النور غرفة العناية الفائقة متأثرة بسهام الحلف المسيحي الثلاثي التي أصابتها في الصميم، فانّ وضعها ازداد حراجة اليوم بعدما ساهم موقف “حزب الله” المتحفظ، منها والذي أميط اللثام عنه في الساعات الماضية، في تضييق الخناق أكثر حول عنقها.

فبعد صمت مريب فتح الباب أمام تأويلات وتفسيرات كثيرة، خرج موقف “حزب الله” من “التسوية” المطروحة الى العلن، بكشف مضمون اللقاء الذي جمع أمينه العام السيد حسن نصرالله ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية الذي زاره في الضاحية ليل الخميس، وقد تبلّغ المرشحَ التسووي خلاله أنّ الحزب مستمر في دعم ترشيح حليفه رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون وانّ الاخير ممرّ الزامي الى الرئاسة، من ضمن رسالة واضحة مفادها أنّ “التسوية” جزء من مناورة سعودية تهدف الى شق صف الثامن من آذار، و”حزب الله” لا يستعجل الرئاسة “لأنّ ما يُمنّننا الفريق الآخر به اليوم، سنحصّله تلقائيا في المرحلة المقبلة، فالتطورات في المنطقة من اليمن الى العراق فسوريا، تسير لصالح خطّنا، والملف الرئاسي يمكن ان ينتظر الى مطلع العام لمعاودة البحث فيه”.

وفي معرض قراءتها لموقف “حزب الله”، اعتبرت مصادر في قوى 14 آذار عبر “المركزية” انّ الاخير أثبت انّ واقع الشغور الرئاسي يناسبه تماماً وهو لا يستعجل انجاز الانتخابات الرئاسية وينتظر المرحلة المقبلة، لأنها ستحمل في رأيه، تطورات تعطيه رئيساً بشروطه وجملة مكاسب سياسية تكرّس تفوّقه على الساحة المحلية، كما انه ليس في وارد تقديم ما يعتبره “تنازلا” اليوم إن هو رضي بالتسوية التي تحظى بمباركة سعودية، فيما المملكة تظهر تشدّداً حياله، فتضع عناصره على لائحة الارهاب وتقطع بث قناتي المنار والميادين المقربتين منه. وأشارت الى انّ “الحزب” ماض في محاصرة التسوية بسلسلة شروط أبرزها مطالبة الرئيس سعد الحريري باعلان ترشيح فرنجية رسميا، ووضعه ملف الرئاسة في عهدة العماد عون، بما يعكس عدم رغبته في الافراج عنها في الوقت الحاضر.

وسط هذه الاجواء، رأت مصادر سياسية مواكبة لسير التطورات محلياً عبر “المركزية”، انّ التسوية المتعثرة التي كانت تقترح ايصال فرنجية الى بعبدا فُرملت، الا انّ الضغوط التي انطلقت لانجاز الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد مستمرة. وفي هذا السياق، توقّعت أن تستكمل الحركة الدبلوماسية التي شهدتها الساحة اللبنانية وكان أبرزها للقائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز، في الايام المقبلة. وتلتقي حركة واشنطن مع جهود يبذلها الفاتيكان وفرنسا والسعودية كما الامم المتحدة للحضّ على ملء الفراغ الرئاسي في اسرع وقت ممكن والاستفادة من الفرضة السانحة اليوم لانتخاب رئيس، أكان عبر السير بخيار النائب فرنجية أو عبر طرح ايّ شخص بديل ينال الاجماع المطلوب، وترى هذه الدول انّ الفرصة المتاحة اليوم اذا ضاعت لن تتكرر قبل الانتهاء من التسوية السورية والملفين اليمني والعراقي، وتخشى ان يكشف الشغور ظهر لبنان أمنياً وسياسياً ويحوله ساحة لتصفية الحسابات خاصة في ظل التطورات المتسارعة في الاقليم.

على أيّ حال، ومع عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من مصر الاثنين، من المتوقع ان تستأنف بكركي جهودها لجمع الاقطاب الموارنة الاربعة وهدفها واضح: انجاز الاستحقاق الرئاسي، أكان عبر انتخاب النائب فرنجية او عبر الاتفاق على ايّ شخصية أخرى. ورأت مصادر سياسية مستقلة عبر “المركزية” أنّ مسؤولية القادة المسيحيين الذين اتفقوا على رفض “التسوية” المطروحة، تحتم عليهم العمل على ايجاد بديل سريعاً، متوقعة ان تتكثف في الايام المقبلة الاتصالات بين معراب والرابية لاخراج الرئاسة من عنق الزجاجة، معتبرةً انّ الخيار الامثل، بعدما فشل الاقطاب الاربعة في تأمين الاجماع المطلوب لانتخابهم، يكون بالذهاب نحو شخصية وفاقية من خارج نادي الزعماء الاربعة، لا تشكل تحدياً لايّ منهم، لا تأتي من الوسط السياسي، بل ربما خلفيتها اقتصادية مالية.