IMLebanon

200 مليون عاطل من العمل في أفريقيا

africa-globe
أظهرت إحصاءات المكتب الدولي للعمل أن أفريقيا ستضم أكبر عدد من العاطلين من العمل في العالم خلال السنوات الـ30 المقبلة، ما قد يشكل تحدياً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وأمنياً للقارة السمراء، في حال عدم معالجة أزمة بطالة الشباب التي يعاني منها نحو 200 مليون شخص تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً.
وأشارت دراسة عرضت خلال ندوة دولية عقدت في الدار البيضاء، بحضور رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران، إلى أن الفئة النشيطة في أفريقيا ستتجاوز مثيلتها في الصين والهند عام 2050 لتصل إلى بليون شخص في سن العمل، في مقابل 550 مليوناً خلال العام الحالي، في وقت لا يتمكن الاقتصاد المحلي من توفير سوى عدد محدود من فرص العمل، بسبب ضعف الاستثمار وقلة الشركات الخاصة، على رغم تحقيق معدلات نمو مرتفعة في السنوات الماضية تجاوزت 5 في المئة.
ولفت مكتب العمل الدولي إلى أن نسبة المهن الهشة تقدر بنحو 77 في المئة من إجمالي الأنشطة الاقتصادية في أفريقيا جنوب الصحراء، التي تضم أكبر نسبة من الفقراء، إلى جانب شرق أسيا، حيث أن 3 من أربعة عمّال يتقاضون أجوراً زهيدة ويعملون في ظروف صعبة غالباً من دون حماية اجتماعية، كما أن انتشار الأوبئة والأمراض المعدية يحدّ من فرص التنمية، خصوصاً في دول مثل غينيا وليبيريا وسيراليون.
وأضافت الدراسة: «على رغم تحقيق معدلات نمو مرتفعة في بعض الدول جنوب الصحراء، فإن الفوارق الاجتماعية واتساع الفقر لم تساعد في تحقيق تنمية مدمجة، كما أن القلاقل الاجتماعية والأمنية لا تساعد على الاستثمار وتأمين فرص العمل المطلوبة، ما يدفع ملايين الشباب إلى الهجرة شمالاً». ويقدر عدد الأفارقة الذين غادروا قراهم في السنوات الأخيرة بنحو 19 مليون شخص، بعضهم لم يُكمل رحلته إلى الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط.
وقالت رئيسة اتحاد المقاولات المغربية مريم بن صالح إن «63 في المئة من الأفارقة تقل أعمارهم عن 25 عاماً، ومليون شخص يدخلون سوق العمل شهرياً من دون حظوظ كافية في إيجاد وظيفة دائمة ومستقرة، إذ أن الأنشطة الزراعية وخدمات البنية التحتية توفر مجالات عمل هشة». واعتبرت أن «أفريقيا بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات، تنفذها الشركات الخاصة، لتأمين فرص عمل إضافية». واستثمرت الشركات المغربية نحو 5 بلايين دولار في أفريقيا الغربية والأطلسية خلال السنوات الماضية في مجالات أبرزها الاتصالات والمصارف والتأمين والعقار ومواد البناء والتجارة والسياحة والأخشاب والمعادن والطاقة.
ويعمل المغرب على إقناع مستثمرين دوليين وفاعلين سياسيين واقتصاديين بالاهتمام بفرص التنمية في القارة السمراء، واعتبار أن جزءاً من الهجرة السرية سببه فرص العمل الضعيفة في أفريقيا جنوب الصحراء، كما أن جزءاً من المشكلات الأمنية سببها انسداد الأفق في مجال العيش الكريم الذي يضمن الاستقرار والتطوّر.
واعتبر خبراء أن الفقر والبطالة يغذيان الحركات المتطرفة والإرهابية في أفريقيا ومناطق أخرى من العالم، كما أن تهميش الفئات النشيطة والمتعلمة يعزز الجماعات الإرهابية مثل «بوكوحرام» و “داعش» و “القاعدة» وغيرها ويقويها. وربطوا بين البطالة والحراك الاجتماعي الذي انطلق من تونس قبل خمس سنوات، لأسباب تتعلق بالكرامة وبطالة الشباب والمطالبة بالحرية الفردية والجماعية، قبل أن تتحوّل ثورات «الربيع العربي» إلى حروب تمزق الدول وتتسبب بكوارث إنسانية استغلتها جماعات إرهابية تراهن على فشل التعليم والتنمية لمصلحة العنف والتطرف، الذي يجب أن يكون عدواً مشتركاً يُحارب عبر تأمين فرص عمل للشباب. ولا تزال البطالة في شمال أفريقيا تراوح بين 20 و30 في المئة بين خريجي الجامعات، وقد تصل إلى 40 في المئة في دول تعاني أزمات أمنية وصعوبات اقتصادية مثل مصر وتونس.