IMLebanon

مصالحة الرابية ـ معراب أبعد من قصر بعبدا!

geagea-aoun-2

ذكرت الوكالة “المركزية” أنّ “خطوة معراب” التي قلبت المشهد المسيحي رأساً على عقب وهزّت عرش التحالفات السياسية عموماً، ليست محصورة المفاعيل بالاستحقاق الرئاسي وانشاء جبهة رئاسية مسيحية قوية ممهورة بختم زعيمي الحزبين الاكثر تمثيلاً في الشارع المسيحي، كما يعتقد البعض، فالالتقاء الذي انتظره المسيحيون أكثر من ربع قرن وتجسّد بلقاء الرابية الشهير وبيان “اعلان النيات” الذي تترجم بنوده على ما يبدو أسرع مما توقع البعض، يذهب أبعد من حدود قصر بعبدا ويحَوّل “النيات” الى افعال تفوق تصوّر قوى سياسية عدة وجدت نفسها امام حالة مسيحية ربما لم تحسب لها حساباً، أقله في المدى المنظور.

وتقول اوساط سياسية مسيحية تواكب تطور مسار العلاقات بين الرابية ومعراب لـ”المركزية” انّ ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لرئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، على أهميته ومدلولاته التي لا يستهان بها، ليس الهدف الاساس والاسمى للرجلين اللذين أثمر حوارهما على مدى أشهر طويلة نتائج بالغة الايجابية طوت صفحات الانقسام ومحت من سجلهم تهمة شق الصف المسيحي واضعافه الى درجة هيمنة سائر المكونات على حقوق الطائفة، بفعل الوهن الذي تحكم بالقرار المسيحي المشرذم منذ عقود، بل انّ التركيز منصب على اعادة اللحمة المسيحية، انطلاقاً من خطوة معراب، لتتوسع ويشمل بيكارها كل القوى المسيحية تحت عباءة بكركي، بما يعيد للطائفة موقعها الراجح ليس بهدف خلق تكتل طائفي في مواجهة القوى الاخرى، انّما لاعادة الاعتبار المسيحي وتكريس منطق الشراكة الحقّة المنصوص عليها في الدستور، بحيث يكون لممثلي الطائفة كلمة وازنة تماماً كما سائر الشركاء من الطوائف الشيعية الممثلة بـ”ثنائية أمل ـ حزب الله” والسنية بزعامة الرئيس سعد الحريري والدرزية التي يتزعمها النائب وليد جنبلاط.

ولعلّ أقصر طريق تقود الى هذا الواقع بعد المصالحة وترشيح جعجع للعماد عون، تكمن في الالتقاء على قانون انتخابي يضمن صحة التمثيل المسيحي وينتج نواباً “غير ملحقين” على ما تقول الاوساط يقدّمون المصلحة المسيحية تحت راية “الوطنية” ولا يذوبون في بوتقة ” القوى السياسية الاخرى التي تؤمن مصالح طوائفها وتحافظ على حقوقها ومكتسباتها في الدولة.

وتشير الاوساط في هذا المجال، الى انّ المشهد التغييري في الشارع المسيحي يندرج تحت عنوان الحالة الانفتاحية على القوى المسيحية كافة لصيانة الحقوق والحفاظ على الدور ثم الانطلاق نحو الشريك لاعادة الانتظام العام الى الحياة السياسية من دون هيمنة فريق على آخر.

وتشدّد على انّ قابل الايام، سيشهد مواقف وخطوات من راعيي المصالحة تجسّد الاتفاق ان عبر التحالفات في الانتخابات الطالبية والنقابية او من خلال الرؤية المشتركة لقانون انتخابي عصري ينتج كتلة مسيحية وازنة لها “الكلمة الفصل” في الاستحقاقات كما سائر الكتل، خصوصاً اذا ما نجحت الجهود التي تواكبها عن كثب وتباركها بكركي من أجل انضمام سائر القوى المسيحية، بحيث يصبح “تحصيل الحقوق المسيحية فوق كل اعتبار” وينتهي زمن الاقصاء والتهميش الذي حمل مؤسسات مسيحية عدة على رفع الصوت، ان لعدم الهيمنة على مواقع المسيحيين في الادارات العامة كما هو حاصل اليوم او لجهة بيع اراضي المسيحيين بنسب عالية.