IMLebanon

بكركي تستنفر الدبلوماسية!

Ambassadors

أشار مصادر قريبة من الصرح البطريركي الى أن مسلسل الاخفاقات المتوالي فصولا منذ دخول الاستحقاق الرئاسي مدارالفراغ في 25 ايار 2014 لم يبدد آمال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بوضع حد لهذا الواقع وانتخاب رئيس للبلاد، فهو، وان اليأس لن يدخل الى قاموسه على رغم سقوط المحاولات والمبادرات الواحدة تلو الاخرى امام رفض فريق نيابي في قوى 8 آذار تأمين نصاب الجلسات الانتخابية مشترطا تزكية مرشحه والا!

اعتبرت المصادر بحسب “المركزية” ان اللقاءات التي يجريها الراعي مع سفراء الدول الخمس الكبرى والمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي بمشاركة السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشيا والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وآخرها امس، في اجتماع حمل الرقم 4 في سجل التواصل البطريركي- الدبلوماسي بهدف عرض جوانب الازمة الرئاسية وحض حكومات هذه الدول على مساعدة لبنان في تخطي العقبات والعراقيل الحائلة دون انجاز الاستحقاق وانتخاب رئيس في أسرع وقت، خير دليل الى القناعة الكنسية المارونية بضرورة استمرار الجهود على مختلف المستويات وعدم الخضوع الى واقع الحال الخطير او التسليم به.

وفادت أن البطريرك تمنى على الدبلوماسيين بذل الممكن من خلال الطلب الى حكومات بلادهم العمل على فصل ازمة الرئاسة اللبنانية عن ازمات دول الشرق الاوسط المعقّدة خصوصا ان بعضها قد لا ترى حلوله النور قبل سنوات، وغير معقول ولا مقبول استمرار ربط الاستحقاق به.

وسمع الراعي، كما تقول المصادر، وعدا جديا من الدبلوماسيين في هذا الاتجاه واجراء الاتصالات مع حكوماتهم في اسرع وقت لتحريك قنوات اتصالاتها الدولية علّها تفلح في محاولة فك ارتباط لبنان بالخارج، على ان يعودوا بالجواب في اجتماع يعقد في وقت غير بعيد.

وفي حين يتردد ان السفراء تسلموا مذكرة أصدرتها بكركي بدأوا بمناقشتها، تشير المصادر الى ان التحرك الدبلوماسي لن يقتصر على الخارج فحسب بل سيكون لهؤلاء دور على المستوى الداخلي يتمثل بمحاولة اقناع النواب مقاطعي الجلسة بضرورة العودة عن قرارهم وتأمين نصاب الجلسة الانتخابية ما دام المرشحان الرئاسيان من صلب فريق 8 آذار ومن يفز من بينهم يشكل مكسبا كبيرا لمشروع هذا الفريق السياسي ولا داعي بعدما حسمت الخيارات، للتردد او الاستمرار باطاحة فرص انتخاب رئيس بات وجوده اليوم ضرورة اكثر من اي وقت مضى، وسط المحاذير الدولية والتحذيرات من هز الاستقرار على الساحة الداخلية بفعل موجة الارهاب المتمادية والمتمددة في الاتجاهات كافة.

وتوضح المصادر ان بعض الدبلوماسيين ينظر بكثير من الاستغراب الى موقف قوى 8 اذار، ويسأل ماذا تريد بعد؟ فالرئاسة حسمت لمصلحتها وفريق 14 اذار سحب مرشحيه متبنيا ترشيحات فريقها السياسي ان بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري الذي سوّق “التسوية الباريسية” المباركة خارجيا او رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بخطوة ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، وهو أمر كان بالامس القريب مثابة حلم لدى الكثير من اللبنانيين، فأين المنطق في عدم اقتناص نواب 8 آذار الفرصة والمسارعة الى تأمين نصاب اول جلسة انتخابية لتكريس فوزهم عمليا؟