IMLebanon

أسواق زحلة في الشعانين: حركة بلا بركة

Zahleh2

سامر الحسيني

لا يجد أحد تجار زحلة أفضل من توصيف «مكربجة»، ليطلقه على ما تعانيه مؤسسته التجارية من جمود ينسحب على مجمل الحركة التجارية في المدينة التي ازدادت برودة مع الطقس العاصف والماطر.
يحّمل بسام مالك مسؤولية تراجع الحركة التجارية في زحلة وفق تعبيره الى الطقس البارد الذي «تواطأ» مع واقع القدرة الشرائية المتدنية بين أيدي البقاعيين الذين يمارسون منذ سنوات سياسة التقنين والتقشف التي تطال كثيرا قطاعات الالبسة والاحذية في المنطقة.
حلول عيدي الشعانين والفصح باكرا في هذه الفترة من السنة في ظل سيطرة الطقس البارد، تسبب حسب مالك بتراجع حركة شراء التشكيلات الجديدة لموسمي الربيع والصيف، فبقي البقاعيّون على ألبستهم الشتوية التي كانوا قد اشتروا منها كميات في الفترة الماضية، مستفيدين من الحسومات التي تنطلق خلال شهر شباط من كل سنة.
في زحلة الكل يشكو من حركة تسوق متواضعة جدا قياسا على السنوات الماضية، ويحاول بعض أصحاب المؤسسات التجارية في زحلة تحميل العوامل المناخية الباردة مسؤولية هذا الركود في الحركة التجارية وفق ما يشير أحدهم، إلا ان احدى السيدات التي تتسوق في مؤسسته عند بولفار زحلة تبادر الى البوح بحقيقة الواقع التجاري في البقاع، ومرده وفق هذه السيدة الى عدم وجود أموال بين ايدي البقاعيين، ولو توفرت «البحبوحة المالية» لوجدت الناس يجرفون الثلوج ويتسوقون ويشترون ولا يكتفون بـ «الفرجة».
داخل أحد المحال التي تبيع شموع العيد تنهمك بعض السيدات في انتقاء الشموع لأطفالهن، وهو انهماك يغلب عليه الطابع الاقتصادي المتواضع والمقصود به وفق احدى السيدات «شموع بسعر منيح وليست غالية».
ما تطلبه هذه السيدة، تلاحظه صاحبة المحل التي تشير الى ان معظم الطلبات تتركز على انتقاء شموع بأسعار متدنية عن السنة الماضية والتي يتراوح سعرها ما بين 20 و40 الف ليرة.
يجمع أصحاب محال بيع شموع الشعانين في زحلة على عدم ملاحظة تراجع في حركة مبيع شموع العيد، انما الحركة هذا العام تخضع لاعتبارات مالية، فانخفضت كثرة الطلبات التي تتركز على مواصفات معينة وأشكال محددة، وهي امور كان لها فعلها في رفع اسعار الشموع، فالرائج والمطلوب شموع متواضعة وبسعر جيد.
في المقابل، تبدي كلود ارتياحها لانتهائها من عبء تحضيرات عيدي الشعانين والفصح، ويعود هذا الارتياح الى اختيارها كلفة مالية متواضعة في عملية شراء الشموع لطفليها جويل ومارك مع الالبسة والاحذية الجديدة والقبعات.
اختارت كلود المؤسسات التي تتسابق على تزيين واجهاتها بأرقام الحسومات المالية والتنزيلات التي وصلت الى حدود 60 في المئة، وهي سابقة غير معهودة في زمن الاعياد حسبما يؤكد طوني احد العاملين في مؤسسة تبيع الألبسة والأحذية الولادية.
في السنوات السابقة، كان يضطر طوني الى فتح المؤسسة أيام الآحاد في فترة الاعياد، أما اليوم وقبل أيام على عيد الشعانين، فالحركة هي حركة ايام عادية وبالإجمال هي حركة بدون بركة حسب تعبيره.