IMLebanon

فضيحة “وثائق بنما” تهز العالم!

keyboard

 

كشف تحقيق صحافي ضخم شاركت فيه أكثر من 100 صحيفة حول العالم استنادا إلى 11.5 ملايين وثيقة مسرّبة حصلت عليها أن 140 زعيما سياسيا من حول العالم، بينهم 12 رئيس حكومة حاليا أو سابقا، هرّبوا أموالا من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية.

وأوضح “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” على موقعه الإلكتروني أن الوثائق تحتوي على بيانات تتعلق بأكثر من 214 ألف شركة أوفشور مرتبطة بأكثر من 200 دولة ومنطقة في العالم أجمع.

وتم تسريب هذه الوثائق جميعها من مكتب المحاماة البنمي “موساك فونسيكا”، الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 عاما، والذي لم يواجه طيلة هذه العقود الأربعة أي مشكلة مع القضاء.

وأضاف الاتحاد أن هذه الوثائق حصلت عليها أولا صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية قبل أن يتولى هو توزيعها على 370 صحافيا من أكثر من 70 بلدا من أجل التحقيق فيها في عمل مضن استمر حوالي عام كامل، فيما لم يوضح الاتحاد كيف تم تهريب هذه الوثائق.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعددا من أقاربه متورطون في عمليات غسيل أموال تصل لميارات الدولارات، من قِبَل شبكة أعمال يديرها “بنك روسيا”. وأوضحت الصحيفة العبرية أن اسم بوتين لا يظهر في الوثائق نفسها، ولكن وفقًا لصحيفة “الغارديان” البريطانية التي تُعَد واحدة من الصحف العالمية التى نشرت الوثائق، أشارت إلى أن أقارب الرئيس الروسي ربحوا المليارات من المعاملات غير الشرعية وأنها من الممكن أن تكون قد تمت من دون موافقته.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن الوثائق كشفت تورط 600 شركة إسرائيلية في عمليات إخفاء ثروات وغسيل أموال. وأوضحت الصحيفة العبرية أن من بين المساهمين فى هذه الشركات الإسرائيلية هم شخصيات معروفة في إسرائيل مثل يعقوب وينروس، ودوف فايسجلاس مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إرييل شارون، ورجلا الأعمال عيدان عوفر، وتيدي ساجي، والمحامي الإسرائيلي المعروف أمير ماور، رئيس مكتب فرع الشركة البنمية في إسرائيل. وأشارت “هآرتس” إلى أن الوثائق المسربة تبين أن أكثر من 600 شركة إسرائيلية، وحوالي 850 مساهمًا إسرائيليًا، متورطين ضمن التهرب الضريبي غير القانوني. وأوضحت أنه واحدة من الشركات المدرجة في قاعدة البيانات المسربة هي شركة “حيازات ياقوت” المسجلة فى آب 2002، وشركة “جزر فيرجن” البريطانية، التي يساهم فيها يعقوب وينروس، المحامي المعروف.

وتشير الوثائق أيضا إلى تورّط 8 على الأقل من القيادات الحاكمة في الصين في إدارة أموالهم بطرق سرية، بالإضافة إلى تورط 23 شخصية عالمية بسبب علاقاتهم التجارية المشبوهة من كوريا الشمالية، وزيمبابوي، وروسيا، وإيران، وسوريا، جميعهم كانوا عملاء للشركة البنمية.

كما كشفت وثائق بنما المُسَرَّبَة، وجود اسم أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثان، ضمن قائمة الشخصيات المتهمة بـ”إخفاء الثروات” والتهرب الضريبي عبر شركة “موساك فونسيكا” للخدمات القانونية التي تعمل في بنما، والتي سرّبت الوثائق. وأشارت الوثائق إلى تواصل محامي من مدينة لوكسمبورغ بعد عام من تنحي أمير قطر السابق عن الحكم كي تعمل شركة “موساك” لإخفاء ما حققه الأمير السابق من مكاسب عبر شراء إحدى الشركات المسجلة في جزر “فيرجين” البريطانية. وتكشف الوثائق امتلاك آل ثان أغلبية الأسهم في شركة “رين وياليس” من أيلول 2013، التي لها وديعة في بنك أوف تشينا في لوكسمبورغ. وأوضحت أن أمير قطر السابق كان يملك غالبية الأسهم في الشركتين، ليستحوذ هو ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق على 25 % من الأسهم.

الى ذلك، كشفت تسريبات بنما، وثيقة أصدرتها لجنة الخدمات المالية للشركة العملاقة “بريتيش فيرجين أيلاند” في عام 2011 تؤكد فيها تجميد أصول وأموال عدد من شخصيات نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وبعض أفراد أسرته، بموجب قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي في آذار 2011 بعد الإطاحة بمبارك. وأصدرت شركة “بريتيش فيرجين أيلاند” قائمة بالأسماء في تشرين الاول 2011 بعد تفعيل قرار التجميد في تموز من نفس العام، مرفقة بقرار الاتحاد الأوروبي. وتشرح الوثيقة أسباب تجميد أصول وحسابات الشخصيات المذكورة، نظرًا لاتهامهم في قضايا فساد واختلاس من الميزانية العامة للدولة المصرية، ما عرقل مسيرة الديموقراطية وجرد الشعب المصري من فوائد التنمية. وتشمل الوثيقة اسم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وزوجته سوزان مبارك، ونجله علاء وزوجته هايدي راسخ، ونجله الثاني جمال وزوجته خديجة الجمّال. وشملت القائمة عدد من شخصيات نظام مبارك وأبرزهم رجل الأعمال أحمد عز، وزوجاته عبلة محمد فوزي، وخديجة أحمد أحمد، وشاهيناز النجار.

وكشفت الوثائق عن تفاصيل استغلال أسرة الرئيس السوري بشار الأسد، لاقتصاد البلاد، ضاربة المثل بالملياردير السوري العميد حافظ مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري، ويسيطر على استثمارات في قطاعات البترول والاتصالات.

وقالت الوثائق، إن العميد مخلوف وشقيقه الملياردير رامي مخلوف، سيطرا على الاقتصاد عن طريق امتلاك شركات متنوعة الأنشطة منذ عام 1998 في مجال الاتصالات مع مستثمرين أردنيين.

وفي عام 2002، شارك مخلوف في تأسيس شركة “سوريا للاتصالات”، لخدمات التليفون المحمول، إذ حصل على نسبة 10 % منها في سوريا، ونسبة 63 % لشركته في جزر فيرجينيا البريطانية، وأجرى باسمها عدة معاملات في فينا وفي بنك “HSBC”.

وكشفت “وثائق بنما” عن وجود اسم اسطورة كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، في الوثائق على خلفية اتهامه هو ووالده من قِبَل حكومة إسبانيا بالتهرب الضريبي عبر شركات في أوروغواي. وتظهر الوثائق المسربة إن نجم نادي برشلونة الإسباني ووالده يمتلكان شركة في بنما تحت اسم “ميغا ستار” وكان الطرف الوسيط لهذه الشركة هو “موساك فونسيكا” للخدمات القانونية – وهي التي كشفت عن الوثائق- في حزيران 2013، بعد يوم واحد فقط من رفع دعوى من المدعي العام الإسباني ضد ميسي ووالده بتهمة الاحتيال الضريبي. وأكدت الوثائق المسرّبة تورط أكثر من 20 شخصية رياضية في فضائح مالية عابرة للقارات، مشيرة إلى تورط شخصيات في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في عمليات التهريب الضريبي وغسيل الأموال.

وكشفت الوثائق تورّط رئيس الوزراء الأيسلندي، سيغموندور غونلاوغسون، في عمليات غير معلنة فى بنوك البلاد التي أنقذتها أيسلندا، وتورّطه في إخفاء استثمارات بملايين الدولارات في بنوك بلاده خلف ستار شركة أجنبية سرية. وتوضح وثائق مسربة أن رئيس وزراء أيسلندا وزوجته اشتريا شركة في الخارج اسمها “وينتريس” عام 2007.

ذكرت التسريبات أن ملك السعودية الحالي، الملك سلمان، هو واحد من 72 حاكم حالي أو سابق، تم اتهامهم بالتهرب من الضرائب. حيث استغل الملك سلمان شركة تدعي فيرجين ايلاند البريطانية لإخراج قروض الرهن العقاري على منازله الفاخرة في لندن.

وأكد ضابط الاستخبارات الأميركية السابق إدوارد سنودن، وفقًا لصحيفة “جازيتا” الروسية أن وثائق تحقيقات بنما في الفساد تُعَد أكبر عملية تسريب في تاريخ الصحافة العالمية.