IMLebanon

شح البيانات وتقلب النفط يحولان دون انتعاش الأسهم العالمية

stocks-bonds-s
المؤشرات الإيجابية التي ظهرت على أداء الاقتصاد الأوروبي انعكست مكاسب لمؤشرات القارة خلال الأسبوع الماضي الذي شهد تقلبات شديدة في أداء الأسهم الأمريكية والآسيوية عدا نيكاي، تحت تأثير عدم استقرار أسعار النفط وشح البيانات الاقتصادية وضبابية الرؤية حول تحرك الاحتياطي الفيدرالي.
وجاء الإعلان عن مضاعفة نسب النمو في الاقتصاد الألماني نهاية الأسبوع ليمنح الأسهم في منطقة اليورو ميزة التحلل من اللون الأحمر الذي صبغ نظيراتها الأمريكية في حين سجل مؤشر نيكاي نشاطا فائقا رغم مكاسب الين القوية بنهاية الأسبوع.
كانت الأسهم في آسيا قد بدأت تداولاتها الاثنين وسط أجواء غير مستقرة رغم ارتفاع أسعار النفط على خلفية تغيير وزير النفط السعودي علي النعيمي. وقد سادت المستثمرين حالة من القلق أملتها بيانات اقتصادية ضعيفة في الصين أضيفت إلى تقرير الوظائف الأمريكي المخيب للآمال لينهي مؤشر شنغهاي المركب على تراجع بنسبة 2.35%. وفي أوروبا سادت بيئة إيجابية بعد انتعاش اسعار النفط في التداولات الآسيوية لتنهي على مكاسب محدودة. أما أداء وول ستريت فكان مختلطاً رغم ارتفاع حجم التداولات نظرا للقلق حول أفق صمود اسعار النفط ومدى قوة الأداء الاقتصادي. وقد نجح أداء أسهم قطاع الرعاية الصحية في تعويض خسائر قطاعات المواد الأولية والطاقة.
وقاد مؤشر نيكاي الاتجاه الصعودي للأسهم الاسيوية الثلاثاء بعد أن شهد تداولات نشطة وأنهى على مكاسب تجاوزت 2% ونقلت عدواها إلى الأسهم الأوروبية التي حققت مكاسب طيبة بعد تحسن المزاج العام في ظل نتائج شركات جيدة وانتعاش طفيف في اسعار السلع الاستراتيجية. إلا أن المكاسب لم تتجاوز نسبة 0.5% في أحسن الأحوال. أما في الولايات المتحدة فكان الأداء أفضل عكسته مكاسب داو جونز التي بلغت 1% مسجلاً أفضل أداء على أساس يومي منذ 11 مارس/‏‏آذار ومستفيدا من تحسن الدولار أمام الين وانتعاش أسعار النفط.
إلا أن تراجع النفط ومكاسب الين الأربعاء انعكست في تذبذب واضح في أداء المؤشرات الآسيوية التي تخلت عن بعض مكاسبها لكنها حافظت على اللون الأخضر. أما في أوروبا فلم تفلح المؤشرات في الصمود تحت ضغوط نتائج القطاع المصرفي ونتائج بعض الشركات لتنهي على خسائر بلغت 0.6% في مؤشر يوروستوكس600. وكان نهاية اليوم في وول ستريت أكثر سوءا بعد صدور نتائج شركة ديزني وماكيز رغم تحسن النفط بعد الإعلان عن تراجع في المخزونات.
وتسبب أداء وول ستريت الأربعاء في دفع المؤشرات الآسيوية والأوروبية هبوطا يوم الخميس رغم استمرار انتعاش النفط الذي سجل أعلى سعر له هذا العام متجاوزا 48 دولارا،وهو ما منح الأسهم الأمريكية فرصة سلوك اتجاه معاكس لتنهي على اللون الأخضر.
إلا أن مكاسب الين القوية حالت دون انتعاش الاسهم الآسيوية الجمعة لتنهي على خسائر سجلها مؤشر نيكاي في حدود 1.4% بينما تراجع مؤشر شنغهاي المركب أقل من عشر نقاط. وفي أوروبا منحت نتائج الشركات الأسهم فرصة جديدة لتغيير مسارها خاصة بعد الإعلان عن تضاعف نسب النمو خلال الربع الأول في الاقتصاد الألماني لترتفع مكاسب يورو ستوكس حوالي 1%. لكن ضغط نتائج شركات سلع المستهلك الأمريكية التي سجلت خامس أسوأ أداء لها بالتراجع بنسبة زادت عن 1%، وتقرير إعانات الوظائف الذي كشف عن ارتفاع ملحوظ في عدد طالبي الإعانات، مارس ضغوطا على وول ستريت لينهي على خسائر.
وانتهى أسبوع الأسهم العالمية على انقسام واضح في الأداء بين الأسهم الأوروبية التي أنهت على مكاسب تصدرها مؤشر داكس وبين الأسهم الآسيوية والأمريكية عدا مؤشر نيكاي التي أنهت الأسبوع على خسائر محدودة.
وتصدر قائمة الرابحين مؤشر نيكاي الذي أنهى الأسبوع على مكاسب بنسبة 1.90% مغلقاً على 16412.21 نقطة، بينما تصدر قائمة الخاسرين مؤشر شنغهاي فاقدا 2.96% ليغلق مساء الجمعة على 2827.11 نقطة. وسجل مؤشر داو جونز أعلى نسبة من الخسائر في وول ستريت حيث أغلق عند 17533.32 بتراجع بنسبة 1.16%.
واستعاد الدولار بعض عافيته خلال أيام التداول الخمسة مسجلاً مكاسب أمام سلة العملات الرئيسية تجاوزت 1%. وحقق مؤشره الرئيسي الذي يقيس قوته مقابل سلة العملات تحسناً بنسبة 0.7% ليبلغ 94.82 نقطة. وانعكست قوة الدولار في تراجع اليورو الذي فقد 0.8% لينهي عند 1.128 دولار، بينما ارتفع أمام الين بنسبة 0.1% ليبلغ 109 ين للدولار.

مستويات جديدة للذهب
تمكن الذهب من اقتناص فرصة تراجع الدولار في الأيام الأولى من الأسبوع لتحقيق مكاسب رفعت سعر الأونصة إلى مستويات جديدة قبل أن تتراجع يوم الجمعة تحت تأثير المكاسب التي حصل عليها الدولار لتنهي عند 1270 دولارا محتفظة بمكاسب أسبوعية بلغت 18 دولاراً.
وأسفر تقلب أداء الأسهم عن تذبذب في أداء السندات انعكس في تراجع على سندات الخزانة الأمريكية التي فقدت فئة السنوات العشر منها 4 نقاط أساس يوم الجمعة لترفع خسارتها إلى 6 على مدار الأسبوع وينتهي العائد عليها عند 1.72%. أما نظيراتها الألمانية فقد تراجعت ثلاث نقاط لتنهي عند عائد بنسبة 0.12%.
وحافظ النفط على دوره كمحرك اساسي وراء ما تشهده أسواق الأسهم العالمية من تقلبات. فقد شهدت اسعاره خلال الأسبوع موجة من المد والجزر تبعاً للبيانات التي صدرت حول المخزونات الأمريكية والحريق في كندا والتغيرات في السعودية. وأنهى برميل برنت الذي سجل أعلى سعر له لهذا العام خلال الأسبوع على 47.77 دولار محققاً مكاسب أسبوعية بنسبة 5.2%.