IMLebanon

الحريري في الإليزيه… هل من حلحلة رئاسية؟

saad-hariri-elyse

 

 

اعتبرت أوساط ديبلوماسية عربية مقيمة في فرنسا، عبر “المركزية” ان زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبنان وبعدها مشاورات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الاليزيه، معطوفة على توجّه الرئيس سعد الحريري الى باريس حيث من المقرر ان يلتقي غدا الثلاثاء 17 أيار الرئيس الفرنسي، كلّها محطات تدل الى أن فرنسا مهتمة بالملف اللبناني وباعادة اطلاق عجلة المؤسسات الدستورية فيه وبتعزيز أمنه، من بوابة انجاز الانتخابات الرئاسية.

وعليه، تلفت الاوساط الى ان باريس تضطلع بمسعى جدي لتحقيق هذه الاهداف، وأن دبلوماسيتها تعمل بعيدا من الضوء مع الدول المؤثرة بالشأن اللبناني وعلى رأسها ايران، على وضع تصوّر يفضي في خواتيمه الى ملء الشغور الذي يدخل في الخامس والعشرين من أيار الجاري عامه الثالث. واذ تنفي علمها بتفاصيل الصيغة التي يحيكها الفرنسيون للحل، تكشف الاوساط ان العمود الفقري الذي يبدو يرتكز اليه جانب أساس من المبادرة يتمثل في عرض قدمته باريس الى طهران تطرح فيه فتح صفحة جديدة معها وعبرها مع الاتحاد الأوروبي عشية تسلم فرنسا رئاسة مجلس الأمن في حزيران المقبل، اضافة الى مساعدتها في رسم صورتها الجديدة بعد الاتفاق النووي وتعزيز موقعها على الساحة الدولية في وقت يكبر حجم الضغط الممارس عليها لا سيما في الملف السوري ومن المرجح أن يزداد في المرحلة المقبلة.. كل ذلك مقابل افراجها عن الانتخابات الرئاسية اللبنانية. وتشير الاوساط الى ان المبادرة الفرنسية هذه تذكّر بعرض مماثل كانت قدمته باريس للرئيس السوري بشار الاسد عام 2008، ان هو سهّل الانتخابات الرئاسية في لبنان، فكان ان حلّ ضيف شرف على اليوم الوطني الفرنسي في 14 تموز من صيف ذلك العام..

واذ ترى ان دعوة الحريري الى باريس في هذا الوقت، قد يدلّ الى تطور طرأ على المسعى الفرنسي، تقول الاوساط ان مصير المبادرة يبقى رهن الموقف الايراني منها حيث ان الجمهورية الاسلامية ترفض حتى الساعة التنازل عن ورقة الاستحقاق الرئاسي اللبناني الا مقابل دور بارز لها في المنطقة تعطيها اياه واشنطن او موسكو. لكن الاوساط تلفت الى ان نجاح باريس في تحقيق خرق في مفاوضاتها مع الايرانيين سيعني حكما فكّ أسر الرئاسة اللبنانية وربما حصلت الانتخابات التي طال انتظارها لبنانيا في أعقاب انتهاء الاستحقاق البلدي.