IMLebanon

طرابلس تكرس ريفي حيثية سياسية وازنة

Ashraf-Rifi

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ النتائج المدوية التي سجلتها صناديق الانتخابات البلدية في طرابلس، كرّست وزير العدل اللواء أشرف ريفي حيثية سياسية وازنة في مدينته، مقابل إخفاق مدوٍ لتحالف زعماء طرابلس التقليديين والقوى السياسية المتحالفة.

وفي جولة سياسية سريعة لمراقبي مسار بلديات طرابلس، يتبيّن وفق ما ابلغوا “المركزية”، انّ كل ما يتردّد عن انّ ريفي وصل عن طريق الافادة من أخطاء الاخرين وتسلق سلم الزعامة على حساب من نقله من موقع “الجنرال الامني” الى مرتبة وزير بعد حرب ضروس مع المناوئين في السياسة ، وانّ فوزه يسدد ضربة قوية لخط الاعتدال السني الذي يمثله النهج الحريري، قد يكون في جزء منه يلامس الحقيقة، بيد انّ الحقيقة كاملة تكمن في مكان آخر. فريفي القارئ الجيد في قاموس الارادة الشعبية في الشارع الطرابلسي بمختلف اتجاهاته وصاحب الخبرة الامنية الواسعة لم يلعب على وتر الاعتدال الحريري ولا ذهب الى مواقف التطرف التي قد يستسيغها بعض الطرابلسيين، بدليل انّه وفور صدور نتائج عمليات الفرز أكد انّه يمد يده لتيار المستقبل ودعا الرئيس سعد الحريري للعودة الى ثوابت والده، مؤكداً انّ انتخاب رئيس لائحة “قرار طرابلس” احمد قمر الدين هو انتصار للرئيس رفيق الحريري.

هذه المواقف بحسب المراقبين تؤكد انّ وزير العدل عكس نبض اهل طرابلس الذين ما زالوا يتمسكون بثوابت “ثورة الارز” ويأخذون على تيار المستقبل تقديم تنازلات لمصلحة الفريق الاخر منذ عام 2005 لم تؤدِ الى ايّ نتيجة بدءاً من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واشراك حزب الله فيها على رغم فوز فريق 14 آذار في الانتخابات النيابية آنذاك وعدم الافادة من الانتصار لتثبيت مكتسبات وطنية مصيرية بالنسبة الى مناصري هذا الفريق الى الحوار الثنائي الذي لا يرون فيه فائدة حتى انّهم يعتبرون انّ حزب الله وحده يستفيد منه لتقطيع الوقت فيما هو ينفذ اجندته من دون ان يتنازل قيد انملة عن ثوابته حتى انّه توجه للقتال في سوريا من دون ان يُعلم احداً، كل ذلك معطوف عليه ما يعتبره هذا الشارع “خطيئة مميتة” اقترفها الرئيس الحريري بتبني ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

لكنّ ذلك كله وفق المراقبين لا يمكن تسجيله في خانة استبدال الاعتدال بالتطرف او اعتبار ريفي وريثاً لزعامة آل الحريري في طرابلس، وهو ليس في هذا الوارد كونه يقرأ جيداً في القاموس السياسي اللبناني. فتيار الاعتدال السني ولئن اضطر الى تقديم تنازلات ظرفية للمصلحة الوطنية وتجنباً للفتنة في الشارع الاسلامي باق في موقعه لانّ لا بديل منه باعتراف المناهضين له سياسياً.

اما في حقيقة الامر يقول المراقبون، فانّ التصويت لمصلحة ريفي جاء من ناخبي “المستقبل” انفسهم، في حين انّ السبب الرئيس في اخفاق لائحة التحالف نتج من انكفاء “المستقبل” عن انتخابات طرابلس وترك زمام الامور للرئيس نجيب ميقاتي الذي شكل “لائحته” استناداً الى رغبته بتعويم موقعه كزعيم سني بيد انّ الرياح الطرابلسية لم تأت كما اشتهت السفن الميقاتية.