IMLebanon

هل يكون اليورو الضحية الكبرى؟

euro
طوني رزق
سرعان ما تدخّل بنك انكلترا وأعاد الجنيه الاسترليني من 1,33 دولار الى 1,37 دولار، لكن هذا ليس السبب الوحيد للقول انّ اليورو هو الضحية الكبرى للزلزال الذي أحدثه خروج بريطانيا من اوروبا، لا سيما مع تحذير المانيا من احتمال خروج خمسة دول أخرى من الاتحاد. فهل نحن أمام ربيع اوروبي اقتصادي على نَسق الربيع العربي العسكري؟
إعتبر البعض الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي بدء انطلاق «الربيع الاوروبي» على غرار الربيع العربي. لكنّ الربيع الجديد سوف يتخذ طابعاً إقتصادياً، مالياً وسياسياً وليس طابعاً عسكرياً وأمنياً كما في الشرق الاوسط.

وكما يعمل الربيع العربي على إعادة رسم منطقة الشرق الاوسط كذلك من شأن الربيع الاوروبي إعادة رسم اوروبا. ويبقى اليورو هو الرمز الاول للاتحاد الاوروبي، ويبقى هو المستهدف الاول.

وضمن هذا السياق توقع خبراء كبار أن ينهار اليورو ويختفي من الوجود في غضون ثلاث سنوات الى خمس، بعد الزلزال الذي هزّ القارة الاوروبية في 23 حزيران الجاري.

وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، عن سوء نية او عن حسن نية، أبدت قلقها من احتمال خروج خمس دول من الاتحاد الاوروبي بعد بريطانيا. وذلك مع اعتبار المانيا انها ذات قيمة وحجم اكثر ممّا يسمح لها وجودها في الاتحاد الاوروبي، والعكس صحيح بالنسبة لفرنسا.

وفي حين استعاد الجنيه الاسترليني تقريباً مستوياته عند مستوى 1,38 دولار بعدما كان انخفض الى 1,33 دولار عقب تدخل بنك انكلترا وإبداء جهوزيته لضَخّ مئات مليارات الدولارات، كان اليورو منخفضاً الى ما دون الـ1,10 دولار.

ومن الضفة الاخرى تجرّأ البعض على التوقع بأن يكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي تداعيات إيجابية على الاتحاد المذكور من دون إعطاء التفاصيل الكافية. وبعيداً عن التوقعات بشأن الاتحاد الاوروبي من جهة وبريطانيا من جهة اخرى، لفتَ خبراء الى انّ الاحتياطي الفدرالي الأميركي قد يكون من أكبر الرابحين من جرّاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

الأمر الذي ساعده على الخروج من الزاوية التي وجد نفسه محشوراً بها في الاشهر الماضية الاخيرة. إذ انّ ذلك سوف يعطيه الذريعة الكافية والمقنعة للتراجع عن سياسة رفع اسعار الفائدة التي كان التزمها ورسمها كردّة فِعل ونتيجة لعودة اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية للانتعاش.

وذلك في اتجاه مناقض ومعاكس لِما يحصل في مختلف انحاء العالم، وخصوصاً في اوروبا واليابان اللتان بادَرتا إلى اعتماد سياسات أسعار الفائدة السلبية. فهل الـBREXIT سوف يجعلها تعود الى اعتماد اسعار الفائدة القريبة من القفز من العودة أيضاً الى سياسات ضخ الاموال في الاسواق؟

وسوف يساهم ذلك في إبقاء الدولار في نطاقات معتدلة مقابل العملات الرئيسية الأخرى ويجنّبها المزيد من مفاعيل حرب إضعاف العملات لتحسين الاقتصادات على حساب اقتصاديات أخرى. وفي ظل عالم غارق في الديون، فإنّ ذلك سوف يساهم في إبقاء كلفة الاموال والديون اكثر انخفاضاً وذلك لمدة طويلة. وسوف تستفيد الولايات المتحدة اكثر اذا تَبعت كل من اسبانيا وايطاليا والبرتغال بريطانيا بالخروج من الاتحاد الاوروبي.

ومع توقع المزيد من الارباكات في الاسواق المالية العالمية مع مطلع الاسبوع، يبدو انّ الخاسرين الأوَل غداة الاعلان عن نتائج التصويت البريطاني كانت أسعار الاسهم وخصوصاً المصرفية منها، وكذلك اسعار النفط اللاحقة.

أما الذهب الذي استفاد ليتجاوز مستوى 1318 دولاراً للأونصة فلا يمكن القول إنه اخترق مستويات متقدمة، إذ يبدو انه ما زال يرزح تحت ضغوط مختلفة تجعله عاجزاً عن تسجيل مكاسب كبيرة.

ويمكن القول انّ الدولار الاميركي استفاد مع تراجعه امام الين الياباني الى مستوى 102 ين، وهذا ما يخدم التجارة الخارجية الاميركية