IMLebanon

الاتفاق الأميركي – الروسي… الضغط للتنفيذ وإلا انسحاب واشنطن

kerry-lavrov

 

 

 

 

تمضي موسكو وواشنطن في وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق تعزيز التعاون العسكري بينهما وتنسيق الخطوات في مواجهة تنظيم “داعش” وجبهة “النصرة”، مقابل وقف قصف المعارضة المعتدلة من روسيا والنظام السوري وتحديد المناطق الممكن تعرضها للقصف بفعل وجود النصرة فيها، وهي المرحلة الاولى في سلسلة طويلة من الخطوات التي ينص عليها الاتفاق الذي توصل اليه الوفدان الأميركي والروسي اللذان ضمّا خبراء عسكريين وأمنيين ومن مجلس الأمن القومي الأميركي بحسب ما يؤكد مصدر ديبلوماسي أوروبي لـ”المركزية”.

وفيما بحث وزيرا خارجية الدولتين كيري وسيرغي لافروف سبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ في إطار عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو الأميركي والتحالف الدولي الذي يقوده على ان تستكمل الاجتماعات لتبديد اي هواجس ازاء الخطة السورية، على وقع قناعة روسية بضمان فصل المعارضة السورية المعتدلة عن “النصرة”، تقول المصادر لـ”المركزية” ان تنفيذ هذا الاتفاق اذا ما كتب له النجاح، ستعقبه مرحلة الانتقال الى البحث في العملية السياسية والعودة الى المفاوضات، وقد مهد لها الاجتماع الثلاثي للمبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والمبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني في جنيف أمس لـ”البناء على التقدم” الحاصل في المفاوضات الأميركية – الروسية عبر الاتفاق العسكري.

واذا كان واضحا ان الاتفاق الروسي- الاميركي جاء على قاعدة تقاطع المصالح، فان المصادر تبدي شكوكاً قوية في مدى قدرة راعييه على الزام جميع الاطراف السورية والاقليمية المنخرطة في الصراع بمقتضياته، خصوصا ان مسودة الاتفاق نصت على “ضرورة إبلاغ النظام السوري غرفة العمليات المشتركة بمواعيد تحركات قواته البرية وجدول عملياتها الهجومية”، وهو ما تعكف موسكو في اتصالات تجريها على اقناع النظام وحلفائه به من جهة وتليين بعض البنود مع واشنطن من جهة ثانية، بحيث يمكن تسييلها بالمونة الروسية على سوريا وايران والدائرين في فلكهما. وتنقل المصادر عن مسؤولين اوروبيين اطلعوا على كواليس المفاوضات الثنائية في شأن الاتفاق عدم تفاؤلهم ازاء امكان تحويله الى واقع، ذلك ان النظام السوري والقوى الاقليمية من خلفه سيستمر في سياسة المناورة الى حين تحقيق اهدافه الميدانية، بحيث تتسنى له آنذاك العودة الى المفاوضات بأوراق قوية من الميدان تخوله التحكم بالمسار السياسي، في مقابل رهان الدول الاقليمية الداعمة للمعارضة السورية على فشل الجهود الاميركية لرفع مستوى دعمها لهذه المعارضة واعادة تحسين وضعها الميداني خصوصاً في حلب للغاية نفسها، ويستفيد الجانبان من ثغرة عدم اتفاق موسكو وواشنطن على كيفية الانتقال السياسي ومصير الرئيس بشار الاسد.

ويشكل الاتفاق، بحسب المصادر، المحاولة الاخيرة للادارة الاميركية الحالية، وفق ما ابلغ كيري روسيا ملوحاً بسحب بلاده يدها بالكامل من الملف السوري، اذا لم تضغط روسيا على النظام وايران، فتتركها وحيدة تواجه عبء الازمة وتداعياتها، وهو أمر يرصده الاوروبيون بدقة عله اذا ما تحول واقعا ملموساً يفسح المجال امام اوروبا لملء الفراغ السياسي. وتعزز هذه الفرضية ملامح تبدل في السياسة التركية بعد الانقلاب الفاشل وتداعياته على العلاقات مع الدول الغربية، بما قد يؤدي، استنادا الى المصادر، الى تبدل جدي في الموقف التركي من الازمة السورية، وسط معلومات غير مؤكدة تتردد في الكواليس السياسية عن محاولات تواصل تركية مع النظام السوري عبر احدى الدول.