كتبت رولا حداد
استطاعت عقيلة الوزير أشرف ريفي، المحامية سليمة أديب ريفي أن تحقق مفاجأة من العيار الثقيل، بإعلانها من وزراة السياحة في مؤتمر صحافي، عن إطلاق “مهرجانات طرابلس الدولية” التي تنطلق في 12 أيلول 2016.
وإذا كان لبنان اعتاد على المهرجانات كل صيف، فطرابلس لم تكن معتادة على المهرجانات الفنية في الأعوام الأخيرة، وعلى الأقل منذ ما بعد الحرب اللبنانية. لا بل إن المفاجأة تكمن في أن عاصمة الشمال، التي عمل بعض الأطراف السياسية وبعض الإعلام على محاولة تشبيهها بـ”قندهار” ووسمها بالتطرف والإرهاب، أشهرت اسمها على أنها “طرابلس حياة”، وأعلنت عن عشقها للحياة والفن والفرح والبهجة، وأطلقت مهرجاناتها الدولية.
على هذا المستوى ربحت سليمة ريفي التحدي، وعن جدارة. فزوجة أشرف ريفي، المتهم زوراً من بعض الصحافة الصفراء بأنه “زعيم قادة المحاور”، والحائز على ميدالية الشرف والثقة من أهل طرابلس في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة في مواجهة محادل السياسة والمال، رفعت التحدي عالياً في وجه كل الافتراءات بحق طرابلس وبحق أشرف ريفي.
طرابلس التي تنبض حياة منذ الانتخابات البلدية، رغم كل الصعوبات والتحديات والعراقيل التي تعترض أعمال المجلس البلدي، والتي باتت معروفة من الجميع، وطرابلس التي طوت صفحات الاقتتال الداخلي والمحاور العسكرية الى غير رجعة، طرابلس أعلنت من قلب بيروت عن مهرجاناتها للحب والحياة.
نعم في قلب طرابلس، ومن قلب معرض رشيد كرامي المُهمل والذي يفتقر للحياة والمهرجانات والمؤتمرات، ستشعّ “مهرجانات طرابلس الدولية” الأولى في أيلول 2016، والتي ستشكل مسك ختام المهرجانات اللبنانية. عاصمة لبنان الثانية سيؤمّها الفنانون والفرق الفنية، وسيقصدها أبناء الشمال وكل لبنان. الحياة ستدبّ في أحياء عاصمة الشمال وفي أزقتها وأسواقها. الدورة الاقتصادية ستنتعش. مدينة الفقراء، أفقر مدينة على حوض البحر الأبيض المتوسط، ستلبس حلّة العيد، وأهل طرابلس الطيبون سيفتحون ذراعيهم لإخوانهم الشماليين خصوصا واللبنانيين عموماً ليؤكدوا أنهم يعشقون الحياة، وأن ما مروا به إنما كان نتيجة إهمال الدولة ومؤسساتها، ونتيجة إهمال من ادعى تحمّل المسؤولية في طرابلس وكانوا من أرباب المال وأصحاب الملايين. واليوم جمعية “طرابلس حياة” التي ترأسها السيدة ريفي تعلن أن ريع المهرجانات سيعود لمكافحة ظاهرة التسرّب المدرسي التي يعاني منها أطفال طرابلس كثيراً.
من سمع سليمة ريفي في مؤتمرها الصحافي، ومن تحدث إليها عن قرب، يدرك تماما أن “أهل طرابلس أدرى بشعابها”، وأن أهل البيت المفتوح لجميع الطرابلسيين يدرك جيداً ما تحتاجه المدينة، وأن العمل جارٍ على كل المستويات لإعادة طرابلس الى الخارطة الوطنية على المستويات السياحية والفنية والإنمائية والاقتصادية والسياسية، وأن غد طرابلس المزهر لناظره بات قريباً جداً.
مواعيد حفلات المهرجانات ستكون كالآتي: الاثنين 12 أيلول مع السوبر ستار راغب علامة، الأربعاء 14 أيلول مع فارس الأغنية العربية عاصي الحلاني، وختامها الجمعة 16 أيلول مع قيصر الغناء كاظم الساهر.