IMLebanon

كيف يؤثر الصوت اللبناني في الإنتخابات الفرنسية والأميركية؟

clinton-and-trump-new

يقول دبلوماسي لبناني، عمل في عدد من الدول وعاين مدى تأثير اللبنانيين في سياساتها ورسم مسار خرائطها الانتخابية خصوصاً حيث توحّد صوتهم في صناديق الاقتراع: “مخطئ من يجزم أن لا يمكن للبنانيين المنتشرين في أصقاع الارض التأثير في مجريات الانتخابات في الدول التي يعيشون فيها لاسيما تلك التي تضم الكثير من بينهم، يتفوقون في مختلف الميادين والقطاعات وتشهد لهم انجازاتهم ومواقعهم في القطاعين العام والخاص. ولعل الحضور الاقوى يسجل في الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا اللتين تقفان على عتبة استحقاقين رئاسيين ستترتب جراء نتائجهما، انعكاسات واسعة ليس على سياستيهما الداخليتين فحسب بل على ازمات دول منطقة الشرق الاوسط ولبنان حكما من بينها”.

ويوضح الدبلوماسي للوكالة “المركزية”، انّ لبنانيي الاغتراب في ما لو ارادوا التأثير وتوظيف الانتخابات الرئاسية في كل من الولايات المتحدة الاميركية التي تجري في 8 تشرين الثاني وفرنسا اعتبارا من 23 نيسان المقبل، عليهم اولا تخطي بعض المسلمات والاعتقادات الخاطئة المتصلة بعدم قناعتهم بسعي المرشحين الرئاسيين وادارات حملاتهم الانتخابية خلف اصواتهم، فصحيح ان اعدادهم لا تشكل نسبة كبيرة قادرة على قلب المعادلة الانتخابية، اذ انهم لا يتجاوزون المليونين في الولايات المتحدة مثلا، بيد ان اصوات الاقليات لطالما قلبت معادلات في ربع الساعة الاخير من الانتخابات، اضف ان شخصيات لبنانية منخرطة في فرق عمل المرشحين ويتبوأ البعض منهم مراكز مهمة في ادارة الحملات وابرزهم وليد فارس الذي عينّه المرشح الاميركي الجمهوري دونالد ترامب مستشاره للشؤون الخارجية، كما يعمل في فريق عمل مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون لبنانيون.

وكما في الولايات المتحدة كذلك في فرنسا، يضيف المصدر، حيث يعتزم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي سيترشح لولاية جديدة في الاليزيه في 25 آب الجاري لقاء الجالية اللبنانية في فرنسا ضمن جولاته الانتخابية اذ ان للبنانيين دورا مؤثرا في الاستحقاق بعدما انخرطوا في النسيج الفرنسي ووصلوا الى مراكز مهمة في الحياة السياسية والنيابية فبات لهم ثلاثة نواب في البرلمان الفرنسي يتحدرون من اصل لبناني هم ايلي عبود، هنري جبرايل وكريستيان عساف واكثر من 25 عضوا في المجالس البلدية وفي النشاط البلدي، ما يحدو المرشحين الرئاسيين من الاحزاب كافة الى التطلع لكسب الصوت اللبناني واستمالته الى جانبهم، ليس في الداخل الفرنسي وحده بل في الدول حيث توجد جاليات فرنسية، ومن بينها لبنان الذي يكشف المصدر ان احد المرشحين للرئاسة الفرنسية كلف فريق عمل لبنانيا لتسويق ترشيحه بين الفرنسيين المقيمين في لبنان ويناهز عددهم الثلاثة آلاف.

واستنادا الى هذا المشهد، يقول المصدر ان اللبنانيين في كل من واشنطن وباريس، اذا ما شبكوا الايدي من اجل مصلحة وطنهم الام، لا شك قادرون على تقديم المساعدة وتوظيف اصواتهم في صناديق الاقتراع من أجل دعم لبنان ووضعه على خريطة اهتمامات من سيصل الى البيت الابيض وقصر الاليزيه، فيتمكن اللوبي اللبناني من الاسهام في حل سبحة الازمات التي تضرب لبنان وفي مقدمها الفراغ الرئاسي.