IMLebanon

ملامح مخططات لتسخين الارض اللبنانية!

explosion-lebanon

لفتت الوكالة “المركزية” الى أنّه مع فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في إعادة إرساء الهدنة وأعلان النظام السوري شن عملية واسعة في حلب وسط غارات عنيفة، تبددت كل الآمال التي عُلقت على امكان ان تشق الهدنة طريق التسوية السياسية قبل دخول الانتخابات الرئاسية الاميركية مدار الاستحقاق عملياً في تشرين الثاني المقبل. واذا كانت مقولة ارتباط لبنان عضويا بمصير سوريا وتعليق الحلول لحزمة ازماته المتراكمة منذ اكثر من عامين ونيف الى حين ارساء التسوية، صحيحة، فإن الربط يعني ان افق التسويات المحلية مقفل حتى اشعار آخر.

لكن عودة لغة الحديد والنار الى الميدان السوري وبروز ملامح مخططات لتسخين الارض اللبنانية وفق ما تبين من اعترافات “امير داعش” في عين الحلوة عماد ياسين الذي وقع في شباك مخابرات الجيش امس، معطوفة عليها ذروة التأزم الاقليمي بين المملكة العربية السعودية وايران التي أبرزها في شكل صارخ مقال الرئيس سعد الحريري في صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية امس، قد تحملان الرعاة الدوليين للبنان والساهرين على استقراره السياسي والامني على “الاستنفار” من اجل اخراج الاستحقاق الرئاسي من قمقم الفراغ واعادة الحياة الى المؤسسات الدستورية بما يكفل النأي بلبنان عن حمم البركان السوري المشتعل ومخططات الارهاب التي تنسج له.

وتعرب اوساط سياسية مطلعة عن اعتقادها انّ الدعم الدولي للبنان لمساعدته على مواجهة التحديات الامنية عن طريق المساعدات العسكرية للجيش خصوصا من الجانب الاميركي يقترن بحركة سياسية دولية ناشطة تعمل على خطها فرنسا والفاتيكان وروسيا دفعا لتسوية لبنانية تفضي الى انتخاب رئيس جمهورية يحصّن الدولة ومعها واقع المسيحيين الذي بلغ حدا لم يعد جائزا السكوت عنه، على ان تتولى جهات معينة اقناع بعض الاطراف اللبنانية التي تعرقل المسار الرئاسي بالتخلي عن شروطها مقابل مكاسب سياسية، بما يتيح المجال امام وصول رئيس حيادي تُجمع مختلف عواصم القرار ان لا مجال لغيره في هذه المرحلة وان طريق الرئيس الطرف لأي فئة انتمى، 8 او 14 اذار، مقطوعة، فلا رؤساء تحدٍ للبنان في هذا الزمن.

وتقول المصادر ان التسوية الجاري العمل لانضاجها في عواصم غربية توجب تصويباً دستوريا من اجل سد ثغرات وتصحيح “اخطاء” اظهرت الممارسة السياسية خلال السنوات الاخيرة ان لبنان في أمسّ الحاجة اليها، وهي قد تشكل أحد المخارج الممكن الركون اليها لاقناع “قوى العرقلة” بالسير في التسوية، التي من شأنها ان تفرز حالات سياسية جديدة تقلب التحالفات الحالية وتخلط الاصطفافات القائمة رأسا على عقب، ربطا بالجديد الداخلي ومسار خريطة الطريق السورية.

لكن السؤال، وفق المصادر يتمحور حول نقطة جوهرية ما زالت قيد البحث في اروقة دول القرار تتركز عما اذا كانت التسوية ستولد “على البارد” وهو ما يتم الدفع في اتجاهه، ام تذهب الامور ورغما عن ارادة الجميع الى ولادة قيصرية على الساخن، اي نتيجة حدث امني او ربما سياسي كبير يفرض على جميع القوى السياسية اللبنانية اللحاق بركب التسوية كما حصل في العام 2008، في اعقاب حوادث 7 ايار التي “ارغمت” الجميع على التوجه الى الدوحة لتكريس الاتفاق الذي انجز في بيروت متضمنا سلة الحل الشامل وتم تثبيته في قطر.

وعلى أمل ان تخرج التسوية بأقل قدر من الخسائر، تختم المصادر تبقى العين على حركة ومواقف حزب الله المفترضة عودته من سوريا في وقت غير بعيد على الارجح، على اثر مستجدات قد تصدّع التحالفات الاقليمية والدولية وتفرز خلطة “سحرية” تسهم في انتاج الحل السوري.