IMLebanon

ودِّعوا الوزن الزائد “بلا رجعة”

weight

 

 

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

 

غالباً يتمّ الحديث عن الوسائل التي تساعد على خسارة الوزن، لكن هل فكّرتم يوماً في الخطوات التي يجب اتخاذها بعد نجاح خطّة التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة؟ في الواقع تشكّل هذه المرحلة الجزء الأكثر حسماً وأهمّية في رحلة الرشاقة. ما المطلوب إذاً للحفاظ على جهدكم إلى الأبد؟

بعد قضاء أشهر أو حتّى أعوام عديدة على العمل بجهد لبلوغ هدفكم المرجو، إنّ إعادة تنظيم نمط الحياة للحفاظ على الوزن الذي تمّت خسارته تكون أصعب من التخلّص من الدهون والكيلوغرامات بحدّ ذاتها.

إستناداً إلى جرّاحي البدانة، يعتقد الناس أنّ بإمكانهم استعادة عاداتهم القديمة عندما يفقدون الكيلوغرامات الإضافية، إلّا أنّ القيام بهذا الأمر يؤدي حتماً إلى القضاء على كلّ النتائج التي تمّ تحقيقها.

إتبعوا الإستراتيجيات التالية التي كشفها الخبراء لضمان عدم ذهاب كل جهودكم سُدى:

وضع هدف متعلّق باللياقة البدنية

الإنخراط في أيّ نشاط بدني يساعدكم على التركيز على عاداتكم الغذائية ولياقتكم الروتينية. إبحثوا عن الوسائل التي تجعل التمارين حيوية، وخلّاقة، ومُثيرة لاستدامة طويلة الأجل.

أثناء خسارة الكيلوغرامات، إنّ مراقبة انخفاض وزن الجسم أو التمكّن من إعادة إرتداء السروال الذي كنتم تعجزون عن لباسه لأعوام يشكّلان مصدراً كبيراً للتحفيز. لذلك مهما كان هدفكم، من المهمّ أن تشعروا أنكم تحقّقون انتصارات مستمرّة.

التركيز على البروتينات

تتمثّل أفضل طريقة لزيادة عضلات الجسم بملء 75 في المئة من الطبق بالمصادر الغنيّة بالبروتينات الصحّية كاللحوم المنزوعة الدهون، والبيض، والفاصولياء، والعدس. وما تبقى من الطبق يكون مؤلّفاً من الخضار، والفاكهة، والحبوب الكاملة.

بالتوافق مع برنامج تمارين القوّة، تضمن البروتينات إستمرار نمو العضلات، وتحفيز عمليّة الأيض لجعل الحفاظ على النتائج التي تمّ تحقيقها أسهل. يُذكر أنّ بناء مزيد من العضلات هو مفتاح أساسي بما أنّ خسارة كمية كبيرة من العضلات أثناء عمليّة التخلّص من الوزن الزائد تُعتبر من الأسباب الكبرى وراء إعادة إكتساب الكيلوغرامات التي تمّ فقدانها.

الحصول على دعم الأصدقاء

إبحثوا عن الأصدقاء الذين يشجّعونكم ويدعمونكم، ويكونون أيضاً مهتمّين بالحياة الصحّية لمساعدتكم على البقاء في المسار الصحيح. في الواقع، المجموعة التي تعاشرونها تؤدي دوراً كبيراً في الحفاظ على المسؤولية.

توصّلت دراسة نُشرت في “Public Health Nutrition and Epidemiology” عام 2014 إلى أنّ النساء اللواتي تلقّين دعماً إجتماعياً خلال مرحلة الحفاظ على مجهودهنّ كنّ أكثر ميلاً إلى الحفاظ على أوزانهنّ بشكل ملحوظ.

التفكير قبل الأكل

إطرحوا على أنفسكم “هل هذا الطبق أو السناك سيُلبّي إحتياجاتكم بعد الرياضة أو يزوّد أجسامكم بالمغذّيات الصحّية؟”، وبذلك تتمكّنون تلقائياً من اتخاذ قرارات غذائية تساعدكم على حفظ معدل وزنكم.

بغضّ النظر عمّا إذا كانت علاقتكم بالأكل جيّدة أم سيّئة عندما كنتم تتحرّرون من الكيلوغرامات الإضافية، يجب التمسّك بالصلابة للبقاء في المسار الصحّي على المدى الطويل. إحرصوا على رؤية الطعام بمثابة مصدر للطاقة.

تخصيص وقت للإسترخاء

من الأساسي أن يقوم كلّ شخص يومياً بأيّ شيء يساعده على الشعور بالرعاية والتطور. اللافت أنّ هذا الأمر لا يتعلّق في الضرورة باللياقة البدنية أو الأكل. يمكنكم على سبيل المثال قراءة أي كتاب، أو الاستجمام، أو القيام بأي نشاط آخر يستهويكم.

حتى إذا كان برنامجكم الرياضي والغذائي ممتازاً، فإنّ كثرة التوتر الناتجة من قلّة النوم أو ضغوط العمل قد تؤدي إلى استعادة الكيلوغرامات التي تمّت خسارتها. السبب يرجع إلى أنّ الإرتفاع المنتظم لمستويات هورمون التوتر المعروف بالكورتيزول يدفع الجسم إلى احتباس الدهون وتفكيك العضلات المحفّزة للأيض.

مراقبة الجسم

أثناء الخضوع لعمليّة خسارة الوزن، يحرص كلّ شخص على مراقبة التقدّم الذي يُحرزه بشكل منتظم، إن من خلال الإستعانة بالميزان، أو المقياس، أو ثياب ضيّقة، أو تحليل دهون الجسم.

لكن حتى عند الاكتفاء بالوزن الذي تمّ بلوغه، تزداد أهمّية مراقبة الجسم بانتظام. إستناداً إلى دراسة شملت أكثر من 10 آلاف شخص خسروا نحو 14 كلغ على الأقلّ، هناك 75 في المئة من الذين حافظوا على جهودهم المبذولة بنجاح قالوا إنهم استمرّوا في مراقبة أوزانهم على الميزان أقلّه مرّة أسبوعياً.

في حين أنه ليس من المطلوب منكم الحذر كلّياً، إلّا أنّ مراقبة الجسم تساعدكم على رصد أيّ مشكلات سريعاً قبل العودة إلى نقطة الصفر. لكن لا تخافوا إذا تأرجحت الأرقام من وقت إلى آخر، فمن الطبيعي أن يرتفع الوزن وينخفض قليلاً.