IMLebanon

3 خيارات “صعبة” أمام الحريري!

saad-hariri-2

إستهلّ الرئيس سعد الحريري نشاطه السياسي على الساحة اللبنانية ليل أمس من بنشعي حيث التقى مرشحه للرئاسة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. وفي حين يتوقع ان يستكمل حركته المكوكية بسلسلة اجتماعات ستضمه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وربما توجه أيضا الى الرابية للقاء رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، تقول أوساط نيابية مستقبلية لـ”المركزية” إن رئيس التيار الازرق يحاول إخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، هو لا يحمل حلا سحريا للانتخاب الا انه يحاول من خلال اتصالاته بلورة صيغة “ما” تضع حدا للشغور الذي لم يعد يتهدد اقتصاد لبنان وأمنه واستقراره فحسب بل بات يشكل خطرا على كينونته ووجوده وطنا ودولة.

وتلفت الأوساط الى ان حرص “المستقبل” على إجراء الانتخابات الرئاسية لا غبار عليه، وقد تجلى في المبادرات الانقاذية العديدة التي طرحها منذ عامين ونصف العام وفي التنازلات التي قدمها في سبيل ملء الفراغ. أما هذا الحرص فنابع من تمسك التيار الازرق باتفاق الطائف والمناصفة والصيغة والنظام اللبنانيين، حيث يخشى من أن يؤدي استفحال الشغور الى ما لا تحمد عقباه، “فنصل مع حلول موعد الانتخابات النيابية الى فراغ تام يضعنا أمام حتمية عقد مؤتمر تأسيسي يعيد انشاء لبنان على أسس جديدة لا تأخذ في الاعتبار هذه المرة المناصفة المسيحية – الاسلامية، بل تستبدلها بمثالثة أو تعيد النظر في صلاحيات المناصب الاساسية في الدولة بما يناسب طرفا على حساب آخر”.

على أي حال، وفي حين ستتبلور في الساعات القادمة توجهات “التيار الأزرق” الرئاسية في المرحلة المقبلة، تلفت الاوساط الى ان الرئيس الحريري أمام ثلاثة احتمالات كلّها “صعبة” لا رابع لها. وهي:

ان يسلّم “المستقبل” واستمرار الشغور وبقاء الستاتيكو الداخلي على حاله، فيرابض على موقفه من تأييد ترشيح النائب فرنجية في انتظار تبدل المعطيات الداخلية والاقليمية. الا ان هذه الحال تنعكس سلبا على رصيد “المستقبل” لا سيما في البيئة السنية وتفتح المجال امام استمرار الاصوات “المزايِدة” في الارتفاع، الامر الذي قد يتهدد الخط المعتدل السني الذي يمثله “التيار الأزرق”.

أما الخيار الثاني، فيتمثل في ان يقدم “المستقبل” على قلب الطاولة على الجميع من خلال خطوات سياسية تصعيدية، كالانسحاب من الحكومة ومن طاولة الحوار الوطني ومن الحوار الثنائي مع “حزب الله”. غير ان هذه الخطوات “الدراماتيكية” التي ستعزز نسب شعبيتنا في الشارع السني، قد تؤدي في المقابل الى توتير الاجواء الداخلية وتزكية الفتنة المذهبية التي نسعى منذ سنوات الى سحب فتيلها من خلال الحوار الاسلامي.

أما الخيار الثالث والاخير، حسب الاوساط، فهو ان يبادر “المستقبل” الى تأييد ترشيح العماد عون في تنازل جديد سيعيد خلط الاوراق الرئاسية. غير ان هذه الخطوة دونها أيضا عقبات وعراقيل، حيث تواجه اعتراضات في الشارع السني عموما وداخل البيت “المستقبلي” خصوصا، ناهيك عن الرفض العربي ولاسيما الخليجي -السعودي لوصول مرشح حزب الله وايران الى قصر بعبدا.

ليس بعيدا، تقول مصادر سياسية مستقلة لـ”المركزية” ان الاحتمال الثالث يخضع لدرس معمّق بين الحريري والكوادر المستقبلية بالتنسيق الكامل مع رئيس “تيار المردة”، وتشير الى ان الرياض المنهمكة بقضايا سوريا واليمن، تبدو غير مهتمة بالملف اللبناني، الامر الذي قد يوسع هامش حركة التيار الازرق. فهل يفعلها الحريري وينتقل الى ضفة داعمي العماد عون؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب، تختم المصادر.