IMLebanon

صفقة سياسية لحلحلة رئاسية؟!

baabda

 

 

 

تذهب اوساط سياسية في فريق 8 آذار بعيداً في تفاؤلها ازاء قرب موعد انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا، حتى انها تعتبر ان ابواب قصر بعبدا ستفتح لاستقبال الرئيس الثالث عشر للجمهورية خلال ايام، لا اسابيع، يفترض انها المهلة المحددة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لانعقاد الجلسة السادسة والاربعين.

وتراهن وفق ما تبلغ “المركزية “، على زيارة الرئيس سعد الحريري لموسكو التي عاد منها لاستئناف جولته في الداخل، بعدما التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف، اذ ان زعيم المستقبل يفترض انه حمل الخبر اليقين للسير بالعماد عون، بحسب الاوساط، على ان يبلغ المحصلة الى القادة السياسيين ومن بينهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المتوقع ان يتفاهم معه على المرحلة المقبلة باعتباره رئيس الحكومة العتيد، بعدما وافق الحزب على عودته الى السراي التي اخرجه منها، والى المرجعيات الروحية التي يزورها خلال الساعات المقبلة ، ويعود للقاء “الجنرال” ومنحه “البركة الرئاسية”.

اما عقبات السلة واعتراض رئيس مجلس النواب نبيه بري على انتخاب عون، فتعتبره الاوساط العونية “غيمة صيف” عبرت بدليل ترحيب بري اليوم ببيان مجلس المطارنة بكل مندرجاته واعتباره لا يتعارض مطلقاً مع بنود الحوار الوطني، ما يعكس عودة ضمنية عن عرقلة المسار الرئاسي بسلته التي كانت حتى الامس “ممراً الزامياً لرئاسة الجمهورية”. وتضيف ان السلة التي يرفضها التيار الوطني الحر كما بكركي كونها تكبل الرئيس، لم تعد قائمة واستبدلت بتفاهمات ضرورية ليأتي العهد الجديد على قدر التطلعات بعيدا من العراقيل السياسية والمطبات التي عطّلت عهودا سابقة بقنابل تشكيل الحكومات والمناكفات السياسية.

بيد ان التفاؤل العوني المتمادي لا يقابله الشارع المستقبلي بالمثل، لا بل يخالفه الرأي. اذ تقول اوساط مستقبلية لـ”المركزية” ان الرئيس الحريري لم يرشح عون حتى، وما زال على ترشيحه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وجلّ ما حمله في جولته على القادة السياسيين مجرد طرح يركّز على ضرورة انتخاب رئيس والسبل الكفيلة بتبديد العقبات التي تعترض هذا المسار مع انفتاحه على الخيارات كافة. واكدت ان مشاورات الحريري

تنبثق من ثوابت لا يمكن عدم الركون اليها تتربع في مقدمها معارضة القاعدة السنية وتيار المستقبل ومعظم كوادره لانتخاب عون، وهو معضلة لا يمكن للرئيس الحريري القفز فوقها او تجاوز خيارات بيئته.

وتشدد على ان ما قاله الحريري لوزير الخارجية الروسي امس عن ان هناك طرفا يعطل الاستحقاق هو حزب الله، قد يعقد الامور أكثر ويعطل ربما المساعي لترتيب لقاء بينه وبين امين عام الحزب من دون استبعاد فرضية انهيار “شهر العسل” الرئاسي الذي بدأ مع عودته الى بيروت وتحركه في اتجاه القيادات.

ومع سقوط سلة الرئيس بري، تختم الاوساط المستقبلية، باتت المهمة الرئاسية شاقة وتحتاج الى صفقة سياسية قد تكون اكبر من القدرات المحلية. فهل من قرار اقليمي حقيقي باجراء الانتخابات الرئاسية؟ وهل حصلت ايران على الثمن مقابل افراجها عن الورقة التي توظفها لتحصيل مكاسب في التسويات الكبرى؟ كل المعطيات تؤشر الى خلاف ذلك، وانهيار الهدنة في سوريا وما استتبعها من وقف المفاوضات الروسية -الاميركية خير دليل.